باشرت الادارة الاميركية تحركاً ديبلوماسياً ناشطاً باتجاه اسرائيل التي تستقبل على مدى الايام القليلة المقبلة ثلاثة وفود اميركية للبحث في حل عقدة المستوطنات، وتقويم الموقف الاميركي ازاء ايران، واستئناف مسارات التفاوضات بين اسرائيل والعرب. وكانت تقارير اسرائيلية افادت بأن اميركا حذرت اسرائيل من مغبة البناء في منطقة «ايه 1» الواقعة بين القدس ومستوطنة «معاليه ادوميم»، كما اوضحت لها معارضتها «كل خطط البناء اليهودي في القدسالشرقية» بغض النظر عن حجمه. في غضون ذلك، اجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند الذي اكد في مؤتمر صحافي مشترك على الدور المحوري المهم لسورية في الشرق الاوسط بالنسبة الى التوصل الى تسوية دائمة في المنطقة، وبسبب علاقاتها الوثيقة مع ايران. وقال ميليباند ان هناك فرصة فريدة سانحة لتحقيق تسوية شاملة في المنطقة، كما اكد ان لدى طهران فرصة بعد العرض الاميركي الاخير، مشيراً الى ان سورية في موقف فريد للتأثير على سياسات ايران. من جانبه، شدد المعلم على انه قبل اجراء اي مفاوضات مباشرة مع اسرائيل «يجب اختبار نياتها والتأكد من التزامها الحل الشامل والانسحاب الكامل من الجولان وفقاً للمرجعيات لادولية». ودعا الى شرق أوسط خال من اسلحة الدمار الشامل، على ان يشمل ذلك اسرائيل وايران. وكرر ان سورية لن تحضر المؤتمر الدولي للسلام في موسكو من دون الاعداد الجيد له لانه ستكون لفشله انعكاسات خطيرة. ومن المقرر ان يصل اليوم الى تل ابيب المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، يعقبه وزير الدفاع روبرت غيتس الاثنين، ومستشار الامن القومي جيمس جونز الاربعاء. وقال مسؤول اميركي ل «الحياة» ان البحث سيتناول ايجاد حلول لخلافات محورية في قضيتي الاستيطان والاستراتيجية الاميركي حيال ايران، مؤكدا ان واشنطن تعتزم ايضا اعادة احياء «مسارات التفاوض العربية - الاسرائيلية»، والتي اطلقها مؤتمر مدريد العام 1991، وتهدف الى ايجاد منظومة تعاون اقليمي جديدة. في هذا الصدد، اكد مسؤولون اميركيون وديبلوماسيون ل «الحياة» ان احد عناصر استراتيجية ادارة اوباما في عملية السلام واحتواء النفوذ الايراني «تستند الى اطلاق مسارات التفاوض كافة بهدف التوصل الى حلول اقليمية لأزمات مشتركة، بينها المياه والبنى التحتية والتعاون الاقتصادي وخطوات من شأنها تحفيز الثقة بين العرب واسرائيل، على ألا تكون هذه المسارات بديلا من المسارات الثنائية. وسيكون موضوع الاستيطان في صلب محادثات الوفود الاميركية في اسرائيل، في وقت اكدت صحيفة «هآرتس» ان الادارة الاميركية وجهت تحذيراً صارماً لحكومة بنيامين نتانياهو من أبعاد قيامها ببناء آلاف الشقق السكنية الجديدة في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة «معاليه ادوميم» شرق المدينة في الطريق الى اريحا، والمعروفة بمنطقة «ايه 1». وتهدف اسرائيل من هذا البناء الى تأمين تواصل جغرافي بين المستوطنة والمدينةالمحتلة التي تعتبرها اسرائيل جزءا من «القدس الموحدة»، علما ان هذا البناء يقسم الضفة الغربية الى قسمين ويفصلها عن القدس. وبحسب الصحيفة، اعتبرت الادارة الاميركية اي تغيير في الوضع القائم في هذه المنطقة «هداماً». في الوقت نفسه، اعربت الادارة الاميركية عن معارضتها «كل خطط البناء اليهودي في القدسالشرقية» بغض النظر عن حجمه، وطلبت من نتانياهو عدم فرض حقائق على الارض قبل التوصل الى تسوية سياسية. من جهة اخرى، قال مسؤول في الادارة الاميركية ان الولاياتالمتحدة تعتزم تحويل 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية لمساعدتها في مواجهة ازمة الموازنة، علماً ان هذه الاموال هي جزء من مساعدات قيمتها 900 مليون دولار تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تقديمها الى السلطة خلال مؤتمر للمانحين في مصر في آذار (مارس) الماضي.