حاورت «الحياة» رئيس «دار بولغاري» فرانشيسكو تراباني على هامش افتتاح فندقه الجديد في لندن: هل تعتقد أن الأوضاع الاقتصادية مواتية اليوم لافتتاح فندق جديد في عالم يمارس سياسات تقشف؟ - مشروع الفندق هو من أنواع المشاريع الطويلة الأمد. لا يمكنك معرفة كيف سيكون الوضع الاقتصادي عند الافتتاح لأنك تبدأ العمل على المشروع قبل سنوات، وفي حالة فندق لندن بدأنا العمل عليه قبل ست أو سبع سنوات. إذا كانت هناك أزمة اقتصادية عند تاريخ الافتتاح فإنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء إزاءها. ولكن على الصعيد العالمي ما زال سوق الخدمات الراقية مقبولاً، وحتى الأيام الأخيرة كنا ما زلنا نحقق نمواً في مبيعات بولغاري على الصعيد العالمي، وإن كان هذا النمو متفاوتاً (بين سلعة وأخرى وبين منطقة وأخرى). لكن لندن بالخصوص هي سوق عالمية. فإذا كان صحيحاً أن السوق المحلية في بريطانيا لا تشهد انتعاشاً، فإن تأثير السياحة عموماً هو تأثير كبير في عاصمة يأتي إليها الزوار من أنحاء العالم - من آسيا، روسيا، الولاياتالمتحدة، أفريقيا، أميركا الجنوبية وغيرها. بالتأكيد سوق لندن سوق كبيرة ونعتقد أننا سنحصل على حصتنا العادلة فيها لقاء الخدمة التي سنقدمها. لندن مشروعكم الثالث على صعيد الفنادق بعد ميلانو وبالي في 2004 و2006. ألا تعتقد أنكم تتحركون ببطء شديد على الصعيد الفندقي؟ ما هو سبب حذركم؟ - نعم، نحن بطيئون، وهذا أمر واضح. ولكن يجب أن تعود إلى تحديد هدفنا في مجال الفنادق. الهدف الأساسي هو إبراز العلامة التجارية ل «بولغاري» واستضافة زبائننا وشركائنا وغيرهم. لذلك فإننا لا نسعى إلى مجرد بناء فندق جديد جيّد. نسعى إلى القيام بشيء مميّز وخاص. إذا ذهبت إلى فندقنا في ميلانو تجد أننا أقمناه في وسط المدينة ولكن وسط حديقة جميلة بجوار «حديقة النباتات» (بوتانيك غاردن). هذا يعني أنك في وسط ميلانو ولكنك تشعر بأنك في الريف. وإذا ذهبت إلى بالي تجد الفندق على منحدر صخري مشرف على منظر رائع. أما هنا في لندن فهذا هو أول مشروع فندق من خمس نجوم يتم بناؤه من الأساس في خلال السنوات الأربعين الماضية. ولذلك فإننا لا نقوم بشيء إلا إذا كان الموقع رائعاً. لقد حللنا قرابة 1000 موقع لبناء الفندق في لندن قبل أن يرسو الخيار على هذا الموقع في نايتسبريدج. إننا نأخذ وقتنا في الاختيار لأن هدفنا الأساسي ليس تحقيق الأرباح بل تسليط الضوء على العلامة التجارية ونوعية الخدمات والمنتجات التي نقدمها. أين سيكون فندقكم الجديد؟ هل يمكن أن يكون في الشرق الأوسط؟ - لا اعتقد أننا ندرس حالياً أي مشروع لبناء فندق في الشرق الأوسط، لكن هذه المنطقة تهمنا. فرقنا تعمل على مشاريع بناء فنادق قد تكون في آسيا، كما أننا ندرس مشاريع في الولاياتالمتحدة أو حتى أوروبا. ما هو حجم الأرباح أو الخسائر التي يحققها قطاع فنادق «بولغاري» مقارنة ببقية منتجات علامتكم التجارية؟ - قطاع الفنادق لا يمثّل سوى رقم صغير جداً بالنسبة إلى بقية مداخيل علامة «بولغاري» التجارية. لا تأثير كبيراً له. وكيف تديرون فندق «بولغاري» وأنتم شركة ليست معروفة بالفنادق بل بالمجوهرات؟ - هناك شركة محلية تضم عدداً من المستثمرين تتولى الشق المتعلق بالتمويل من هذه التجارة. يملكون العقار (الريل ايستيت) وهم من بنى الفندق بحسب معايير «بولغاري» لجهة البناء والمواد المستخدمة فيه. وفي مقابل المستثمرين هناك شركة مشتركة (جوينت فنتشر) تأسست من «بولغاري» ومجموعة ماريوت (كارلتون). هذه الشركة تضمنا نحن بوصفنا من وضع المعايير والمسؤول عن تطبيق الفكرة، وهم في المقابل مسؤولون عن إدارة المشروع والتأكد من أنه يستوفي المعايير الموضوعة له. وهذا الأمر ينطبق على فنادقنا الثلاثة في لندنوميلانو وبالي، ولكن في ميلانو العقار المبني عليه الفندق هو عقار مستأجر وليس مملوكاً بالكامل لنا لكننا نديره. لماذا تعتقد أن الزبائن سيأتون إلى «بولغاري» في لندن في حين أن هناك العشرات من الفنادق الراقية العريقة التي تنتشر وسط العاصمة البريطانية؟ - نأمل بأنهم سيحبون المزج بين الفخامة - فخامة ما هو معروض في فندقنا الجديد الذي لم يبن مثله في لندن منذ قرابة 40 عاماً - وبين الخدمة الراقية التي سنقدمها للزبائن. بقية الفنادق في لندن قديمة، وهذا الفندق معاصر ولكن أثاث غرفه مصنوع في إيطاليا. ما هي خططكم في شأن فروع «بولغاري» في الشرق الأوسط؟ - المتجر الوحيد الذي تديره دار «بولغاري» مباشرة في الشرق الأوسط هو في الدوحة بقطر حيث لدينا مشروع مشترك («جوينت فنتشر»). ولكن لدينا محال في أنحاء الشرق الأوسط تُدار عن طريق وكالات (فرانشايز). ولكن بما أن المنطقة تصير أكثر فأكثر منطقة استراتيجية لنا فإن «بولغاري» ستحاول في المستقبل القريب أن تحوّل بعض هذه الوكالات إلى «جوينت فنتشرز».