بدأ وكلاء النيابة الاتحاديون أمس (الجمعة) عرض اتهاماتهم لطالب سعودي يتهمونه بتجميع مكونات سلاح دمار شامل في شقته، في إحدى بلدات غرب تكساس، في مخطط يزعمون أنه يستهدف مهاجمة أماكن في مختلف أرجاء الولاياتالمتحدة. وسارع المحامي دان كوغديل، الذي يدافع عن الشاب السعودي خالد علي الدوسري، إلى القول إن موكله لم يصل قط إلى طور تنفيذ ما يسميه الاتهام مخططاً. ويقول وكلاء النيابة إن الدوسري خطط لمهاجمة أهداف تشمل سدوداً ومحطات توليد كهرباء وطاقة نووية ومحطات قطارات في نيويورك ومنزل الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش. وسيسعون إلى تقديم 34 شاهداً و429 معروضاً لتعضيد اتهاماتهم بحق الدوسري. وقال كوغديل في مستهل مرافعته أمام هيئة المحلفين أمس إن موكله لم يمثل خطراً في أي وقت. وإنه لم يقم أساساً ب «خطوة جوهرية» توفر أساساً لإدانته بالشروع في استخدام سلاح للدمار الشامل. بيد أن وكيل النيابة (ممثل الاتهام) جيفري هاغ قال للمحكمة إن الأدلة المتوافرة ضد الدوسري تحتَّم إدانته. وأضاف أن السلطات عثرت على كل شيء يحتاج إليه الشخص لصنع قنبلة، بعد قيامهم سراً بتفتيش شقته في لوبوك بولاية تكساس. ويواجه الدوسري (22 عاماً) أحكاماً بسجنه مدى الحياة وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار إذا تمت إدانته. وأبلغ الدوسري – الذي كان يدرس اللغة الإنكليزية تمهيداً للالتحاق بقسم الهندسة الكيماوية بجامعة تكساس للتكنولوجيا – بأنه غير مذنب. واختارت المحكمة (الخميس) هيئة محلفين تضم ثماني نساء وستة رجال. وطبقاً لأوراق القضية، فإن محاميه يزمع الدفع بأن موكله فاقد الأهلية العقلية لمحاسبته على تصرفاته. وتشير أوراق القضية إلى أن الدوسري طلب إلكترونياً من أحد متاجر المواد البيولوجية شراء 30 لتراً من حامض النتريك و3 غالونات من حامض الكبريتيك في كانون الأول (ديسمبر) 2010. وحكم القاضي دونالد إي والتر الأسبوع الماضي بالسماح لوكيل النيابة باستخدام مقاطع فيديو ضبطت في الحاسب الآلي الخاص بالدوسري، يظهر في أحدها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري وهو يمتدح شخصين يقول إن «الأميركيين الصليبيين» قتلوهما، ويشرح مقطعان كيفية صنع قنبلة من حامض البيكريك واستخدام هاتف نقال أداة للتفجير من بُعد. وسأل كوغديل أعضاء هيئة المحلفين أثناء جلسة اختيارهم إن كانت لديهم مشكلة مع انتماء الدوسري إلى الإسلام، وجنسيته السعودية. وسألهم أيضاً عن شعورهم إذا فوجئوا على متن طائرة بأن الجالس بقربهم سعودي الجنسية. وقال وكيل النيابة هاغ إنه سيقدم إلى هيئة المحلفين 10 أدلة تشمل رسائل إلكترونية ومذكرات وتسجيلات لمحادثات هاتفية يصف الدوسري فيها رغبته في مهاجمة أميركيين. وأضاف أن الدوسري يقول في إحداها: «ربما كانوا يستحقون هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وربما يتعين أن تحدث (تلك الهجمات) مرة وأخرى، لأن هؤلاء الناس يستحقونها فعلاً». لكن محامي الدوسري كوغديل قال للمحلفين إن كلمة وحيدة تقفز إلى ذهنه في ما يتعلق بموكله، وهي «الفشل، فهو فاشل أكاديمياً. وفاشل حتى في علاقاته». وأوضح أن الدوسري جاء إلى أميركا آتياً من الرياض في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، ليدرس الهندسة الكيماوية في جامعة تكساس للتكنولوجيا، لكنه تحول مطلع العام 2011 إلى كلية ساوث بلاين لدراسة تجارة الأعمال.