يقص المنتخبان السعودي والكويتي اليوم الجمعة شريط افتتاح بطولة كأس العرب التاسعة لكرة القدم، التي تقام في مدينتي جدةوالطائف السعوديتين حتى 6 تموز (يوليو) المقبل. وتشارك معظم المنتخبات بالفريق الرديف أو الأولمبي، وبعضها دفع بفريقه الأساسي لكن بغياب أبرز عناصره المؤثرة. وكانت البطولة مرشحة للإلغاء بعد خلافات تداولها الشارع الرياضي العربي بين الشركة الراعية، وتعود البطولة إلى مدينة الطائف التي استضافت أول بطولة لكأس العرب في عام 1985، وفي المرة الأولى شارك في البطولة خمسة منتخبات عربية، هي تونس وسورية ولبنان والكويت والأردن، في حين شارك في المرة الثانية 12 منتخباً عربياً، هي السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن والعراق وفلسطين ولبنان والسودان ومصر وليبيا والمغرب، وهذا العدد يتساوى مع عدد الدول التي شاركت في قطر عام 1998. غير أن تاريخ البطولة لا يعود إلى عام 1985 بالطائف بل إلى قبل ذلك بسنوات كثيرة، وقبل أن يؤسس الاتحاد العربي لكرة القدم في مدينة طرابلس الليبية عام 1974، ومن ثم ينقل المقر بقرار من الجمعية العمومية إلى عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض عام 1976، وانتخاب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رئيساً له بالإجماع، إذ حرصت اتحادات كرة القدم في الدول العربية على تنظيم بطولة عربية تجمع منتخبات الدول العربية كافة، وكان الاتحاد اللبناني لكرة القدم أول من دعا إلى إقامة البطولة على أرضه، وأقيمت البطولة بالفعل في مدينة بيروت خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1963، بمشاركة خمس منتخبات عربية، وأحرز المنتخب التونسي لقب البطولة وحل المنتخب السوري وصيفاً، ثم توالت البطولات العربية ولكن من دون تواريخ ثابتة، إلى أن قرر الاتحاد العربي لكرة القدم بأن تقام البطولة على غرار البطولات القارية والدولية مرة كل أربع سنوات، ومع ذلك فقد تعثر إقامة البطولة في مرات عدة. لم تنتظم بطولة كأس العرب منذ انطلاقتها عام 1963 لأسباب عدة، أبرزها تضارب مواعيدها مع التزامات المنتخبات باستحقاقات أخرى في القارتين الآسيوية والأفريقية، ما كان يدفع المنتخبات للمشاركة بالفريق الرديف أو الأولمبي أو حتى بمنتخب الشباب. وإذا كان منتخب تونس أول من دوّن اسمه في سجلات البطولة عام 1963، فإن منتخب السعودية أحرز النسختين الأخيرتين عامي 1999 و2002. ويعد المنتخب العراقي أكثر المنتخبات فوزاً بالبطولة، برصيد أربعة ألقاب متتالية، أعوام 1964 و1966 و1985 و1988، في حين فاز منتخب السعودية في عامي 98 و2002، وتونس في 1963، ومصر عام 1992. الفائز في مباراة الافتتاح اليوم بين السعودية والكويت سيقطع خطوة مهمة نحو التأهل إلى الدور نصف النهائي، كون المواجهة الثانية لكل منهما ستكون أسهل من الناحية النظرية مع المنتخب الفلسطيني. ويتأهل أول كل مجموعة مباشرة إلى دور الأربعة، فضلاً عن المنتخب الذي يحتل أفضل مركز ثانٍ في المجموعات الثلاث. ويأمل المنتخب السعودي في إحراز اللقب بعد فترة من انعدام الثقة والاتزان من الناحية الفنية، وذلك على رغم قرار المشاركة بالصف الثاني «الرديف»، بعد أن تم استبعاد جل اللاعبين الأساسيين بداعي الإرهاق.