اعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، أن هجمات المتمردين على القوات الحكومية زادت في الشهور الأخيرة وذلك غداة سقوط 21 شخصاً في هجوم انتحاري استهدف قافلة عسكرية. وقال خلال جلسة للبرلمان: «يضحي بين 20 و25 من الجنود وعناصر الشرطة والاستخبارات يومياً في سبيل وطننا»، علماً أن تزايد أعمال العنف يفاقم الشكوك في شأن قدرة القوات الأفغانية على تحمل مسؤولية الأمن بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014. إلى ذلك، توقع كارزاي أن تتعهد الدول المانحة بمساعدات مدنية قيمتها أربعة بلايين دولار خلال مؤتمر للمساعدات تستضيفه اليابان الشهر المقبل.وأعلن أن بلاده ستحصل على هذه المساعدات بعد انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول 2014، علماً أن اقتصاد أفغانستان يعتمد بشدة على المساعدات الخارجية، فيما يتفشى الفساد على نطاق واسع بعد اكثر من عشر سنوات على الغزو الأجنبي لإطاحة نظام حركة «طالبان». وأعلن رئيس البنك المركزي الأفغاني هذا الأسبوع، أن بلاده تحتاج مساعدات تتراوح بين ستة وسبعة بلايين دولار سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة لتنمية الاقتصاد. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية بأن مجموعة «وطن» للنفط والغاز، التي يديرها ابنا خال الرئيس كارزاي، راشد بوبال وراتب بوبال، كسبت عقداً بقيمة 3 بلايين دولار لاستخراج النفط في مشروع مشترك مع شركة النفط الوطنية الصينية، ما حتم توجيه ديبلوماسيين غربيين وناشطين في مجال مكافحة الفساد اتهامات لكابول. واتهمَت الشركة سابقاً باستخدام أموال المساعدات الأميركية لدفع أموال لقادة في «طالبان» من اجل حمايتها، فيما سُجن راتب بوبال تسع سنوات في نيويورك بتهمة الاتجار بالمخدرات. وأشارت «ديلي تلغراف» إلى أن العقد مدته 25 سنة، ويسمح لمجموعة «وطن» وشركة النفط الوطنية الصينية بالوصول إلى نحو 160 مليون برميل نفط في ثلاثة حقول شمال أفغانستان. ونسبت إلى ديبلوماسي غربي سابق قوله: «نأمل بأن الجنود البريطانيين الذين يقتلون في أفغانستان يموتون لشيء أكثر نبلاً من مساعدة تاجر مخدرات يرتبط بصلة قرابة بكارازي على بيع النفط الأفغاني إلى الصينيين». وفي واشنطن، اعلن ديفيد سيدني نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون أفغانستان وباكستان ووسط آسيا أمام لجنة في مجلس النواب، أن الوزارة تحقق في مزاعم فساد وإساءة معاملة مرضى في مستشفى داود العسكري الأفغاني الذي تموله الولاياتالمتحدة.وقال: «الأمور التي حصلت في المستشفى لا يجب أن تحدث أبداً لأي شخص في أي مكان، ونعمل مع الأفغان لتصحيحها». وطرح نواب أميركيون تساؤلات عن المستشفى العام الماضي، بعدما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في أيلول (سبتمبر) تقارير عن وفاة جنود أفغان فيها بسبب الإهمال والجوع. وبعث النائب الجمهوري جيسون تشافيتز الأسبوع الماضي رسالة إلى وزير الدفاع ليون بانيتا في شأن المستشفى، نيابة عن لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي في مجلس النواب. وطالب البنتاغون بالتحقيق في محاولة مسؤولين أميركيين كبار إخفاء تقارير عن حدوث انتهاكات بالمستشفى عام 2010. وصرح النائب الجمهوري مايك كوفمان بأن «مساعدات أميركية قيمتها 42 مليون دولار للمستشفى العسكري بكابول مفقودة ومصيرها غير معلوم». وأضاف: «توفي جنود ورجال شرطة وأفغان في المستشفى من سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، لأن اسرهم لم تستطع دفع الرشاوى المطلوبة».