واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - أعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان امس، ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستحضر مراسم تنصيب الرئيس الافغاني حميد كارزاي في كابول اليوم. وستكون هذه الرحلة الرابعة لكلينتون بصفتها الشخصية الى افغانستان، لكنها زيارتها الاولى بصفتها وزيرة للخارجية كما ورد في بيان الناطق باسم الوزارة يان كيلي. وأضافت وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون ستحضر مراسم التنصيب كما ستجري سلسلة لقاءات مع مسؤولين افغان وشركاء دوليين للولايات المتحدة وجنود اميركيين. في غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون وغربيون إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يريدون أن يستخدم الرئيس الأفغاني الكلمة التي سيلقيها لمناسبة تنصيبه لاعلان خطوات ملموسة تجاه محاربة الفساد والحكم بشكل أفضل. ويؤدي كارزاي القسم لتولي فترة رئاسة ثانية خلال مراسم تحضرها كبار الشخصيات الاجنبية. وكان كارزاي فاز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في آب (أغسطس) الماضي، وشابها تلاعب في الأصوات. وقال مسؤول أميركي بارز ان «المجتمع الدولي سيبدي اهتماماً بالغاً بهذه الكلمة (التي سيلقيها كارزاي) ولكن الأهم هو ما سيفعله في ما بعد». وذكر ديبلوماسي أوروبي أن عدداً من الدول قدمت لكارزاي لائحة بما يجب أن يفعله بما في ذلك التواصل مع خصومه السياسيين ومحاربة الفساد. ويأملون في أن يشير إلى هذين الأمرين في كلمته. وأضاف الديبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه: «نود أن تكون هناك خريطة طريق ما، نود أن يكون هناك توجه واضح». ومنذ اعلان فوز كارزاي بعد انسحاب منافسه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله من جولة الإعادة يتم تذكير كارزاي مراراً بضرورة الوفاء بتعهداته بتشكيل حكومة نظيفة إذا كان يريد الاحتفاظ بدعم دول مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتين يتراجع فيهما التأييد الشعبي للحرب في أفغانستان. وأوضح استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «اي بي سي نيوز) ونشرت نتائجه الثلثاء أن 52 في المئة من الأميركيين لا يعتقدون أن الحرب في أفغانستان كانت تستحق العناء. ويستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لاعلان استراتيجيته الجديدة بالنسبة للحرب المندلعة منذ ثماني سنوات بما في ذلك إرسال ما يصل إلى 40 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان. وأوضح أوباما أن الولاياتالمتحدة في حاجة إلى العمل مع حكومة أفغانية تتمتع بالصدقية كي تنجح الاستراتيجية. وأبدى السفير الاميركي في كابول تحفظات تجاه إرسال مزيد من القوات إذا لم يتحسن أداء كارزاي. وصرح مسؤول بريطاني في واشنطن بأن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ذكر خمسة مجالات يتحتم على كارزاي التعامل معها وهي: نقل المسؤولية الأمنية إلى الأفغان والحكم بطريقة أفضل واتخاذ إجراءات ضد الفساد والمصالحة والتنمية الاقتصادية وعلاقات أفضل مع الجيران. وتابع: «نأمل في أن تحقق الحكومة الأفغانية ذلك. الأمر عبارة عن التزام بين الرئيس وشعبه». وذكر مسؤولون أميركيون أنهم تشجعوا بالخطوات التي أعلنها كارزاي حتى الآن، بما في ذلك تشكيل فرق عمل للتعامل مع الجرائم الكبرى ووحدة لمكافحة الفساد. غير ان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية رأى ان «الكثير سيعتمد على التنفيذ». من جهة أخرى، أوضح تقرير أصدرته وكالة إغاثة بارزة ونشر امس، أن معظم الأفغان يرون أن الأسباب الحقيقية للحرب في أفغانستان هي الفقر والبطالة والفساد الحكومي وليست حركة «طالبان». وأشار التقرير الذي اعتمد على استطلاع شمل أكثر من 700 أفغاني وأجرته منظمة «أوكسفام» البريطانية الخيرية وعدد من وكالات الإغاثة المحلية، أن 70 في المئة ممن جرى استطلاع رأيهم يعتبرون أن الفقر والبطالة هما الدافع الرئيسي وراء الصراع. وأفاد نحو نصف هؤلاء بأن الفساد وعدم فاعلية حكومتهم هما السببان الرئيسيان وراء استمرار القتال في حين اعتبر 36 في المئة أن تمرد حركة «طالبان» هو المسؤول. وقالت غريس عمر مديرة «أوكسفام» في أفغانستان: «عانى سكان أفغانستان من 30 عاماً من الحروب وتدمر المجتمع الأفغاني. وإصلاح هذا الضرر لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها. تضميد الجراح الاقتصادية والاجتماعية والنفسية سيكون في حاجة لفترة طويلة، أفغانستان تحتاج لأكثر من الحلول العسكرية». ويشعر الأفغان باحباط تجاه بطء وتيرة التنمية والفساد المستوطن وعجز القوات الأفغانية والدولية عن وقف العنف، على رغم بلايين الدولارات من المساعدات التي تتدفق على بلادهم والتي لا تضيف تغييراً يذكر على حياتهم. وتعتمد أفغانستان على المساعدات التي تمثل نحو 90 في المئة من انفاقها. اما السبب الثاني بعد حركة «طالبان» الذي أشار الناس إلى أنه الدافع وراء استمرار القتال في أفغانستان، هو التدخل الأجنبي. وقال 25 في المئة ممن جرى استطلاع رأيهم، أن دولاً أخرى يلقى باللوم عليها في استمرار القتال.