تصاعدت الاحتجاجات وإشعال الإطارات وإقفال الطرقات المتنقلة في الكثير من المناطق اللبنانية احتجاجاً على التقنين القاسي للتيار الكهربائي الذي أغرق لبنان في العتمة، في ظل غياب تام للحكومة اللبنانية وتحديداً وزارة الكهرباء التي لم تحرك ساكناً لمعالجة الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وترافقت الاحتجاجات مع اعتصام نفذته رابطة اساتذة التعليم الثانوي أمام السراي الحكومية في رياض الصلح، وسط اجراءات امنية، احتجاجاً على عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب. وشدد وزير المهجرين علاء الدين ترو على أن «مشكلة الكهرباء مزمنة»، معتبراً «أن كل الحكومات السابقة والحالية لم تلامس حلاً جذرياً لها»، داعياً إلى حلها «في شكل سريع عبر السماح للقطاع الخاص بإنتاج الطاقة». واعتبر «أن وزير الطاقة جبران باسيل يتحمل مسوؤلية حل مشكلة الكهرباء لكونه يدير الوزارة والمؤسسات التابعة لها»، منتقداً «تحول المشكلة إلى خلاف سياسي وإلى وجهة نظر». واتهم ترو «البعض بالتعنت في المواقف التي تساهم في عرقلة إنتاج الطاقة وتأمينها للمواطنين». إلى ذلك تواصل السجال حول الكهرباء ورد رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني على «الحملة العونية الشرسة» عليه. وقال في تصريح بعد استقباله في المجلس النيابي السفير التركي إينان أوزيلديز: «سألت السفير عن معنى كلمة «داماد» التي استعملها النائب وليد جنبلاط فأجابني أنها تعني «صهر السلطان» وهو يتمتع بامتيازات كبيرة». وأضاف: «المهم أن جبران باسيل له حسنة وهي أنه وحّد اللبنانيين في موقف واحد ضد العتمة التي سببها للبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب»، داعياً إلى «إعلان حال طوارئ كهربائية تبدأ بعقد جلسة عامة للمجلس النيابي فور عودة الوفد الحكومي من البرازيل لمعالجة هذا الوضع الخطير». وإذ أشار قباني إلى أن «بعض النواب العونيين وبعد قرار اللجان المشتركة حول عمال وجباة الكهرباء تناوبوا في حملة شرسة ضدي وصل بعضها إلى استعمال جمل وكلمات معيبة»، قال: «لن أنجر إطلاقاً إلى السجالات المعيبة وأشفق على أصحابها لعلمي أن الهجوم الشرس على محمد قباني هو من شروط الانضمام إلى اللوائح العونية في الانتخابات المقبلة». واستغرب عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي آلان عون تحميل «التيار الوطني الحر» مسؤولية تفاقم أزمة الكهرباء، مذكّراً بأنّ هذه الأزمة ليست بجديدة وبالتالي فإنّ «الحكومات المتعاقبة منذ 20 عاماً حتى اليوم هي من تتحمّل مسؤوليتها»، مشدّداً على أنّ «الحل للأزمة لا يأتي من خلال تبسيط المشكلة وتوظيفها بالسياسة والانتخابات لكونها مشكلة اجتماعية وإنسانية يرزح في ظلها كل اللبنانيين». وأكد عون «عدم وجود حلول سحرية لهذه الأزمة»، كاشفاً أنّ الحلول المطروحة لها «ليست للصيف الحالي». للكف عن التحريض وفيما نبّه عون إلى «خطورة ظاهرة قطع الطرقات ودعا القوى الأمنية لوضع حدّ لها»، طالب «القوى السياسية التي تحرّض على هذه الظاهرة للكفّ عن ذلك. ورأى أنّ الهجمة المركّزة على «التيار» ووزرائه في هذه المرحلة لها خلفيات انتخابية». ولفت رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن بعد اجتماع لهيئة مكتب الاتحاد، إلى أن «قضية الكهرباء مزمنة وأصبحت تشكل مهزلة مأسوية تستهدف اللبنانيين»، موضحا أنه «كان على الحكومة أن تبدأ بتنفيذ الخطة التي أقرها المجلس النيابي كي لا يدفع المواطن ثمن خلافاتهم السياسية». وعن العمال المياومين، أشار إلى أن «كل التسميات لهؤلاء العمال من مياومين ومتعهدين وجباة إكراء هي للتحايل على القانون»، لافتاً إلى أن «هذا النوع من العمال موجود في كثير من الإدارات والمؤسسات في لبنان». وطلب من المجلس النيابي «إيجاد قانون عادل ينقذ جميع الأجراء وليس فقط العاملين في قطاع الكهرباء». من اعتصام الاساتذة أمام السراي الحكومي (علي سلطان)