يترقب المصريون بمزيد من الشغف إعلان اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة اليوم نتائج جولة الحسم في أول انتخابات رئاسية تعددية يشهدونها، وسط ترجيح مؤشرات أولية تقدم مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي على منافسه المحسوب على المجلس العسكري الحاكم الفريق أحمد شفيق. واستمعت لجنة الانتخابات أمس إلى مرافعة دفاع مرسي وشفيق في الطعون التي تقدمت بها حملتاهما، ثم تداول أعضاؤها في هذه المرافعات لاتخاذ قرار في شأن الطعون قبل إعلان النتائج الرسمية لجولة الإعادة. (راجع ص16 و17) وظهرت إشارات إلى إمكان إرجاء النتائج التي كانت مقررة اليوم. وقال رئيس اللجنة القاضي السابق فاروق سلطان إن «اللجنة لن تعلن أي نتيجة قبل تدقيق وفحص كل الطعون التي تقدم بها المرشحان». وأوضح أن اللجنة تلقت قرابة 400 طعن «ولا يمكن لها أن تعلن النتائج قبل الانتهاء من الفصل في كل الطعون». ونقلت وكالة «رويترز» عن الأمين العام للجنة القاضي حاتم بجاتو قوله: «لا يمكننا تحديد موعد إعلان النتائج لأننا ما زلنا في مرحلة الاستماع إلى ممثلي المرشحين. بعد الانتهاء من درس الطعون سنحدد الموعد». وأضاف: «لا بد من أن نعطي الجانبين كل ما يحتاجانه من وقت للتأكد من نزاهة العملية، ولمنع أي شكاوى لاحقاً من أن وقتاً كافياً لم يعط للطرفين». من جهته، قال عضو الفريق القانوني لحملة مرشح «الإخوان» المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود ل «الحياة» إن اللجنة أبلغتهم بأنها ستعلن النتيجة اليوم. وأوضح أنه دفع بعدم قبول الطعون المقدمة من شفيق، استناداً إلى «عدم التزامه بأحكام القانون في شأن كيفية التقدم بالطعون». وتضمنت دفوع مرسي «وجود طعون عدة أمام اللجان الانتخابية العامة وأمام لجنة الانتخابات الرئاسية، تضمنت رصداً لمخالفات جرت في اللجان العامة تشير إلى وجود توقيعات لناخبين قاموا بالتصويت بدل الناخبين الأصليين المدرجين في الكشوف، وكذا مخالفات تتعلق بعدم تطابق عدد أوراق الاقتراع مع توقيعات الناخبين في الكشوف». وطعن أيضاً على حالات تصويت المجندين، إلى جانب «إثبات وجود أصوات لمتوفين في كشوف الناخبين». أما عضو الفريق القانوني لحملة شفيق المحامي هشام الهرمي فقال ل «الحياة» إنه قدم أكثر من 200 طعن «تتضمن رصد توجيهات داخل عدد من اللجان للتصويت لمصلحة مرسي، ومحاولات الدعاية السلبية داخل اللجان ضد شفيق». وأشار إلى أن حملته «رصدت أيضاً وجود العديد من الأقلام التي تتطاير أحبارها بعد بضع ساعات، ووجود دفاتر لبطاقات التصويت مستخرجة مباشرة من المطابع الأميرية سودت بالكامل لمصلحة مرسي وغيرها من المخالفات». وأعلنت الحملة أنها طلبت إعلان شفيق رئيساً أو إلغاء الانتخابات كلها. وأعلنت جماعة «الإخوان» اعتصاماً في مختلف الميادين لحين إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة وعودة البرلمان. وقال القيادي في حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، محمد البلتاجي ل «الحياة» إن أنصار جماعته «لن يبرحوا الميادين تعبيراً عن رفضهم الإعلان الدستوري» الذي أصدره المجلس العسكري لمنح قادة الجيش صلاحيات واسعة على حساب الرئيس المقبل، فضلا عن رفض حل البرلمان «والانقلاب العسكري على الثورة». وأضاف البلتاجي أن «نتيجة انتخابات الرئاسة معروفة وموثقة، ونستغرب سيناريو نلحظه لتعطيل إعلان النتيجة». إلى ذلك، انشغلت الأوساط السياسية بالوضع الصحي للرئيس السابق حسني مبارك الذي أعلنت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية «وفاته إكلينيكاً»، لكن مصادر أكدت أن حالته مستقرة في مستشفى المعادي العسكري الذي نقل إليه مساء أول من أمس من مستشفى سجن طرة حيث كان يقضي عقوبة السجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين ابان «ثورة 25 يناير». واعتبرت المصادر إن أطرافاً لم تسمها «رغبت في اشاعة خطورة الحالة الصحية لمبارك ووفاته سريرياً، بهدف الترويج لدخوله إلى مستشفى المعادي العسكري».