اختلفت اوساط ايرانية حول تقويم نتائج جولة المحادثات في موسكو بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، إذ يعتقد بعضهم أن طهران نجحت في ترويض الغرب الذي وافق على تخصيبها اليورانيوم بنسبة متدنية، وبات يطالبها بتجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، في تطوّر يُعتبر مهماً بالنسبة الى البرنامج الذري الايراني. لكن آخرين يعتقدون بأن لا جدوي لتلك الاجتماعات، إذ يرون انها لا تسفر عن نتائج تصبّ في مصلحة طهران، مثل رفع العقوبات أو تجميد بعضها، أو الامتناع عن تنفيذ عقوبات أخري، وحجتهم في ذلك الحظر الذي سيطبقه الاتحاد الأوروبي على استيراد نفط من ايران، بدءاً من مطلع الشهر المقبل. وتشير مصادر الي ان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي الذي رأس وفد بلاده في موسكو، يختلف مع المندوبين الغربيين في استخدام المصطلحات، ونوعية الخطاب، اضافة الي مضمون الخلاف السياسي، ما يجعل المفاوضات تسير علي سكتين مختلفتين. وأشارت الي أن ايران طرحت في موسكو 5 نقاط يمكن أن تشكّل «خريطة طريق» للمحادثات بين الجانبين، وهي: الاعتراف بحق ايران في التخصيب، في مقابل تفعيل فتوي مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي بتحريم إنتاج سلاح نووي، وجعلها وثيقة رسمية في الأممالمتحدة، باعتبارها تعهداً ايرانياً بالامتناع عن صنع هذا السلاح، ورفع العقوبات في مقابل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعاون مع الدول الاعضاء في الوكالة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتنفيذ خطوات تساهم في تعزيز الثقة بين الجانبين، بينها تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، إضافة الي التعاون في مكافحة تهريب المخدرات ومسائل إقليمية، مثل سورية والبحرين. لكن الغرب ركّز علي نقطة واحدة، أُشير إليها اختصاراً بكلمات «تجميد، غلق، نقل»، وتعني أن تجمّد إيران التخصيب بنسبة 20 في المئة، وأن تخرِج من أراضيها أي مخزون منه لديها، وتغلق منشأة فردو المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم، وذلك من دون أي تعهد للايرانيين، إذ اعتبر أن ذلك سيساهم في تعزيز الثقة بين الجانبين. وأبدت أوساط في طهران انزعاجها من انخراط الوفد الايراني في محادثات لا إطار لها، في ظل عدم رغبة الغرب في مناقشة المسائل المطروحة، إضافة الي مؤشرات تظهر أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) ليست مستعدة لرفع العقوبات. وتعتقد مصادر قريبة من الوفد الايراني المفاوض بأن اعتراف الغرب بحق طهران في التخصيب، أياً تكن نسبته، يلغي أسباب إحالة ملفها على مجلس الأمن. لكن المفارقة ان الغرب لا ينسجم مع هذه القراءة، وأبلغ الايرانيين خلال جولة بغداد، أن وفد الدول الست ليس قادراً على سحب الملف من مجلس الأمن، ولا على إلغاء قراراته في شأن العقوبات، وهذا ما يعزّز فكرة عدم جدوي المحادثات التي فشلت في التوصل إلي نتائج إيجابية.