وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس إلى جدة، قادماً من الطائف (غرب السعودية). واستمر تدفق المعزين والتعازي في فقيد البلاد والأمة الأمير نايف بن عبدالعزيز. وفيما أعربت قمة دول مجموعة ال20 المنعقدة في لوس كابوس في المكسيك عن خالص تعازيها للسعودية في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمس أنه سيتلقى البيعة من المواطنين على ولاية العهد في «قصر الحكم» في العاصمة الرياض يومي السبت والأحد، بعد صلاة الظهر، بينما وجّه ولي العهد أمراء المناطق السعودية باستقبال المبايعين وتلقي البيعة منهم نيابة عنه. ووصف مجلس الشورى السعودي، في بيان أمس، الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأنه «رجل دولة محنك، دائم الحضور في صياغة قراراتها وصناعة مواقفها». وقال وجود الأمير سلمان في هذا الموقع «يعد صمام أمان للمملكة وللمنطقة». ووصل إلى المملكة لتقديم العزاء في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهد الدنمارك الأمير فريدريك، ورئيس سويسرا السابق جورج صاموتيل، ووزيرا خارجية هنغاريا الدكتور يانوش مارتوني وتايلاند سوراينق توفيكا كايكول، وحاكمة مقاطعة نيو ساوث ويلز الأسترالية ماري بشير، ورئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد السعدون، ورئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة. وتلقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز اتصالات هاتفية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس اللبناني ميشال سلمان، أعربوا فيها عن مواساتهم له في وفاة الأمير نايف وتهنئته باختياره ولياً للعهد. وتلقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقيات تهنئة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائبه رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وولي عهد الكويت نواف الأحمد الجابر، وولي عهد قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء الكويت جابر المبارك، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وحكام الإمارات وأولياء عهدهم. وأعرب الرئيس المكسيكي فليبي كالديرون، في كلمة استهلّ بها قمة مجموعة ال20 في لوس كابوس أمس، عن خالص تعازي دول المجموعة للمملكة في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. ووجَّه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمراء المناطق باستقبال المواطنين لتلقي البيعة نيابة عنه، للتيسير عليهم. وقال - في برقية إلى وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز: «رغبة منا في التيسير على المواطنين، ورفعاً للمشقة عنهم، نرغب في توجيه أمراء المناطق باستقبال المواطنين، وتلقي البيعة نيابة عنا». وأوضح الأمير سلمان بن عبدالعزيز - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أنه في ما يتعلق بمنطقة الرياض، فسيتلقى البيعة في «قصر الحكم» يومي السبت والأحد بعد صلاة الظهر. وقال مجلس الشورى في بيان أمس أن اختيار خادم الحرمين الشريفين للأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، يأتي تواصلاً لمسيرة المملكة التي تقوم على شرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، واستكمالاً لمراحل النمو والتطوير التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين. وأضاف: «أن وجود الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذا الموقع يعد صمام أمان للمملكة وللمنطقة، نظراً إلى ما عرف به من حنكة ودراية وروح القيادة، التي تجلت في الكثير من المواقف التي تتطلب وجود أمثاله على سدة اتخاذ القرار». ووصف المجلس الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأنه رجل دولة محنّك، دائم الحضور في صياغة قراراتها، وصناعة مواقفها، وتكييف علاقاتها الخارجية، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وأنه يتقن فن القيادة والمعادلات السياسية، وتجلى ذلك في منهجه الإداري الذي يجمع بين الحزم واللين، مع مهارة فائقة في التعامل مع المواطن، إضافة إلى جهوده الإنسانية ومبادراته في أي عمل خيري. وأكّد المجلس أنه على رغم الحزن العميق الذي يلف المملكة وشعبها لوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله، إلا أن المواطن السعودي يستبشر بمن خلف وبسلاسة انتقال المسؤوليات والمهمات، وهو ما يؤكد قوة الترابط والوشائج بين القيادة وشعبها، ما انعكس على استقرار ونماء يعم كل أرجاء المملكة. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي أمس: «إن للأمير سلمان بن عبدالعزيز جهوداً مشهودة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، يعرفها القاصي والداني، وكان منطلقه فيها نهج والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - الذي رباه على الإخلاص لله وحب دينه وخدمته، تربية بدأت بختمه للقرآن الكريم وهو في سن العاشرة». وأوضح أن التربية أثرت في نشأة الأمير سلمان، فسار على نهج الملك المؤسس في الرؤية الصحيحة للمملكة وتطبيقها للإسلام ورؤيتها الإسلامية في التعاون العربي والإسلامي والعالمي، وعاصر ملوك المملكة وكافح معهم في تنميتها وأداء رسالتها. وذكر أن للأمير سلمان بن عبدالعزيز أعمالاً ومنجزات كبيرة في خدمة الإسلام، ونشر الدعوة الإسلامية، ودعم مؤسساتها ومناشطها في العالم، مشيراً إلى أنه رعى وافتتح العديد من المراكز الثقافية الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ومن أكبر المراكز وأهمها المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة الإسبانية مدريد، والمركز الثقافي الإسلامي في العاصمة الإيطالية روما.