تعطي وثائق حصلت «الحياة» على نسخة منها صورة واضحة عن مدى حرص الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز على متابعة التحصيل العلمي لأبنائه منذ أن كانوا في المراحل الابتدائية، إذ كان يفاجئ الأميرين سعود ومحمد بزيارات إلى معهد الأنجال حيث يدرسان ويطلع على مستواهما عن قرب. وأوضح بندر عثمان الصالح نقلاً عن والده الذي شغل منصب مدير معهد الأنجال، أن الأمير نايف بن عبدالعزيز، وفّر معلمين في مجال اللغة العربية لتدريس أبنائه، بعد انتهاء العام الدراسي، لأنه كان حريصاً بالدرجة الأولى على ذلك، وكان يسأل أبناءه عن زملائهم، وأين أمضوا يومهم، ولم تشغله عنهم ضغوط العمل. وأضاف الصالح ل«الحياة» أن الأمير نايف بن عبدالعزيز استأذن مدير المعهد لزيارة المعهد من دون تحديد موعد، رغبة في الاطلاع على وضع التعليم على طبيعته، وبعد مضي أيام، زار الراحل المعهد مثله مثل أي ولي أمر طالب آخر، من دون أن يكون معه مرافق، وتجول في الفصول الدراسية، وبعدها دخل فصلي ابنيه سعود ومحمد، وسأل عن مستوى تحصيلهما العلمي. وكتب الأمير نايف خلال زيارته للمعهد في 20 جمادى الأول 1373ه: «إنني مطمئن ومسرور من قبل على منهج الدراسة في هذا المعهد، ومن الأساتذة الأكفاء، ولكنني اطمأننت أكثر حين أسعدني الحظ وزرته ووجدته أحسن بكثير مما أظن، وأني أشكر الله أولاً على ذلك ثم جلالة مولاي الملك حيث هيأ ذلك، وأشكر مدير المعهد والمشرفين والأساتذة على ما يقومون به من عمل جليل، وأرجو لهم التوفيق والنجاح». وأشار بندر الصالح إلى أن الأمير نايف بن عبدالعزيز قال لمدير المعهد حين زاره: «لماذا يهابك أبنائي يا عثمان ولا يهابوني»، فأجابه بأن أجواء المنزل ربما تكون أكثر أريحية من المدرسة، فرد عليه الأمير نايف: «شكلك تضربهم بالعصا، لكن لك اللحم ولنا العظم وهؤلاء هم أبناؤك»، في إشارة إلى الأميرين سعود ومحمد. ويعرف القريبون من الأمير نايف بن عبدالعزيز حرصه على التعليم والفكر السليم الذي يغذي أبناء المجتمع، إذ كان يتحدث خلال مناسبات كثيرة عن المناهج وكيفية تطويرها. ولفت بندر الصالح إلى أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان يرد على كل ما يرده من معهد الأنجال في ما يخص الأميرين سعود ومحمد، إذ ذكر في خطاب إلى مدير المعهد (آنذاك): «نفيدكم أننا تسلمنا كتابكم الكريم، وسررنا بما حواه من رقيق العبارات ودرر الكلمات التي كان لمثلها الفضل الكبير في توجيه كثير من أبناء هذا الوطن الوجهة الصحيحة وتربيتهم التربية القوية، فهم مدى حياتهم يسيرون على ذلك الضوء الذي يتسع في نفوسهم بتأثير نصائحكم وتربيتهم، وعلى هذا فإن أثنيت على الأمير محمد فهو ثناء مرجعه لك». وقال في الخطاب ذاته عن تأسيس معاهد تعنى بتدريس البنات: «كما أن أعمالكم لا تنسى في تأسيس معاهد البنات التي درس وتربى فيها كثير من بناتنا، فالشكر لك نيابة عن الجميع، وبارك الله لك في أبنائك وبناتك وجعلهم خير خلف لخير سلف». وتطرق في الخطاب إلى حال ابنيه: «أما أخبار ابنكم سعود فتسركم لله الحمد وتصلنا أخباره في الدراسة بصورة منتظمة، ونأسف لعدم وصول رسالتكم إليه، ولعل هذا بسبب تغير عنوانه، فهو أقام في جهة غير السابقة ونزودكم بعنوانه الأخير، وابنكم محمد مثابر على المذاكرة يلاحظه ويوجهه نخبة من المدرسين قد انتخبتم له بعضهم من السابق».