علمت «الحياة» أن الخطة المصرية التي عرضت على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإنهاء الحرب والعودة إلى تهدئة دائمة في قطاع غزة، تنص على رفع تدريجي لعدد من إجراءات الحصار على قطاع غزة، لكنها تبقي على قضايا جوهرية إلى مفاوضات لاحقة تتم بعد شهر، مثل المطار والميناء وسلاح الفصائل والأسرى. (للمزيد) وقبل ساعات قليلة على انتهاء التهدئة منتصف ليل الأربعاء - الخميس، أعلن مساعد الرئيس باراك أوباما للسياسة الخارجية بن رودس أن أوباما تحادث هاتفياً أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في شأن وقف النار في غزة. في هذه الأثناء، أعلنت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن إسرائيل لا تمانع في تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى. وتنص الخطة المصرية على توسيع حركة الأفراد والبضائع من غزة إلى الضفة الغربية عبر تنسيق يجري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، علماً أن هذه النقطة تشكل تغييراً كبيراً في الوضع القائم في قطاع غزة، إذ أن حركة السلع توقفت بشكل كامل من غزة إلى الضفة منذ بدء الحصار عام 2006، ما أدى إلى إغلاق 2400 مصنع ومعمل، غالبيتها كانت تصدر منتجاتها إلى الضفة. وتنص الخطة المصرية أيضاً على إعادة إعمار قطاع غزة، على أن تشرف الأممالمتحدة على استخدام مواد البناء وإعادة الإعمار. كما تنص على تحويل السلطة الفلسطينية الأموال إلى موظفي الحكومة المستقيلة في القطاع، وعلى وقف الاغتيالات الإسرائيلية وتحليق الطيران فوق قطاع غزة، وعلى توسيع مساحة الصيد البحري إلى ستة أميال فور توقيع الاتفاق، على أن يجري توسيعها لاحقاً إلى 12 ميلاً وفق الأوضاع الأمنية وبالتنسيق مع السلطة، وعلى إنهاء تدريجي للمنطقة الأمنية الفاصلة بين الحدود وإسرائيل، وعمقها 500 متر. وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» أن البحث في إنشاء المطار والميناء في قطاع غزة طبقاً لاتفاق أوسلو والاتفاقات الموقعة بين الطرفين، والبحث في مبادلة الأسرى بجثتي جنديين إسرائيليين لدى المقاومة، سيؤجل إلى ما بعد شهر من استقرار التهدئة وعودة الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة. وأضافت أن الورقة المصرية تلغي المنطقة العازلة شمال قطاع غزة وشرقه بانتشار قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية فيها اعتباراً من مطلع العام الجديد، على أن يتم ذلك على مرحلتين، الأولى بمسافة 300 متر، يتم تقليصها إلى 100 متر في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، والثانية تنتهي بانتشار قوات الأمن الفلسطينية. ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الدولة العبرية وافقت في القاهرة على تخفيف الحصار بشكل كبير، وعلى منح نحو خمسة آلاف تصريح شهري ل «الغزيين» للتوجه إلى الضفة أو إسرائيل، وزيادة كبيرة في حركة البضائع عبر معبر كرم أبو سالم، بالإضافة إلى قبول دخول أموال بظروف صارمة لدفع رواتب آلاف الموظفين، وتوسيع نطاق الصيد البحري المسموح به، وإطلاق عشرات الأسرى في مقابل جثتي الجنديين الإسرائيليين، لكنها أرجأت البحث في بناء ميناء أو مطار. ميدانياً، قتل 5 فلسطينيين وصحافي إيطالي يعمل لدى وكالة «أسوشيتد برس» في انفجار وقع أثناء تفكيك صاروخ إسرائيلي سقط على قطاع غزة خلال العدوان. كما شنت السلطات الإسرائيلية فجر أمس حملة اعتقالات واسعة في أحياء مختلفة في مدينة القدسالمحتلة طاولت 57 شاباً وفتى. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 57 مقدسياً، مشيرة إلى أنها اعتقلت منذ تموز (يوليو) الماضي 549 مقدسياً، بينهم 166 قاصراً، و383 شاباً، وقدمت لوائح اتهام في حق 184 معتقلاً.