يأمل مدرب كرواتيا سلافن بيليتش أن يقف الحظ إلى جوار فريقه عندما يواجه حامل اللقب وبطل العالم إسبانيا في مدينة غدانسك البولندية. وستكون مهمة الكروات بالغة الصعوبة، خصوصاً بعد العرض المثير الذي قدمه الإسبان في مباراة إيرلندا «4 - صفر»، وصحوة المهاجم فرناندو توريس صاحب ثنائية من سباته العميق. وبحال فوز كرواتيا ستحرز لقب المجموعة، وهي ستتأهل حتى بحال تعادلها إذا كانت نتيجة المباراة الثانية بين إيطاليا وإيرلندا مناسبة لها. وبالنسبة لإسبانيا، فالأمور أكثر وضوحاً، فبحال فوزها ستتصدر المجموعة الثالثة، وبحال تعادلها ستتأهل إلى ربع النهائي. ويخوض «لا روخا» المباراة بمعنويات مرتفعة بعد السيطرة الكبيرة على المنتخب الإيرلندي، إذ حقق 66 في المئة من امتلاك الكرة، وسدد لاعبوه 26 مرة على المرمى، لدرجة أن الإيرلندي كيث أندروز أقر بأن فريقه كان «يطارد الأشباح» في مواجهة فريق المدرب فيسنتي دل بوسكي، في حين وصف المدرب الإيطالي جوفاني تراباتوني الإسبان ب«الأوركسترا التي يلعب الكل فيها دوراً معيناً». وأقر بيليتش (43 عاماً) أن على لاعبيه تقديم ما هو مميز كي يفرض الكروات إيقاعهم على المباراة: «لقد تعادلنا مع إيطاليا 1-1، وهي أحد أبرز المنتخبات في العالم، لدينا فرصة واقعية للتأهل: يجب أن نبقى واثقين». وتابع المدافع الدولي السابق: «ستحظى إسبانيا بنسبة امتلاك أكبر للكرة، لكنهم لن يسيطروا على المباراة بأكملها، وسنحصل على فرصنا. آمل أن يكون الحظ إلى جانبنا، لكن علينا أن نخوض مباراة حياتنا». وستتركز الأنظار على مهاجم فولسبورغ الألماني ماريو ماندزوكيتش، المغمور قبل الدورة، وصاحب المركز الأول في ترتيب الهدافين، بعدما هز شباك إيرلندا مرتين وإيطاليا مرة واحدة، كما برز في تشكيلة بيليتش المدافع إيفان سترينيتش (24 عاماً) الذي سينشغل في وقف الترسانة الإسبانية التي تضم تشافي وأندريس إينيستا وتشابي الونسو ودافيد سيلفا وتوريس وغيرهم. من جهته، أقر دل بوسكي أنه واجه صعوبة في إبعاد بعض اللاعبين عن التشكيلة الأساسية، على غرار لاعب الوسط سيسك فابريغاس، الذي لعب مهاجماً في المباراة الأولى قبل أن يبعد في الثانية لمصلحة توريس ويسجل بعد دخوله بديلاً. وقال توريس: «نحن على طريق التأهل، نحتاج لنقطة إضافية ضد كرواتيا ونفكر الآن في تلك المباراة، نحن نلعب في أفضل فريق في العالم، لقد أحرزنا كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008، والكل جاهز للعب». ويمر دافيد سيلفا بطل إنكلترا مع مانشستر سيتي بفترة رائعة، إذ مرر هدفين لتوريس، وسجل بدوره هدفاً بحرفنة كبيرة، ما دفع دل بوسكي لوصفه بأنه «ميسي لا روخا». أما تشافي (32 عاماً) لاعب برشلونة، فاعتبر أن رغبة تقديم الكرة الجميلة تجعل من فريقه «رائعاً»: «لا مجال للتفاوض في شأن فلسفتنا. نقدم كرة جميلة، لا نتخلى عن الكرة، ونحن قادرون على فتح الملعب، ولقد شاهدتم إسبانيا الرائعة ضد إيرلندا». التقى الفريقان أربع مرات سابقاً، فازت إسبانيا مرتين، وكرواتيا مرة، وتعادلا مرة واحدة. وستكون الأنظار موجهة على لاعبي المنتخب الكرواتي وجماهيره أيضاً، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي للعبة أمس السبت أنه سيتخذ إجراءات بحق الاتحاد الكرواتي بعد أن سمع بعض الشهود هتافات عنصرية صادرة عن مشجعي منتخبه تجاه لاعب المنتخب الإيطالي ماريو بالوتيلي خلال لقاء البلدين «1-1» الخميس الماضي في الجولة الثانية. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه فتح تحقيقاً تأديبياً بسبب المفرقعات النارية التي استخدمها الجمهور الكرواتي في تلك المباراة، وبسبب التصرف غير اللائق من الجمهور الذي صدرت عنه هتافات وشعارات عنصرية في مباراة الخميس في بوزنان، مشيراً إلى أن اللجنة التأديبية ستنظر في القضية وتصدر أحكامها في 19 الجاري.