احتل نبأ وفاة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود خارج المملكة أمس (السبت) أماكن بارزة في صدارة التغطيات العالمية لكبريات صحف العالم. واستهلت صحيفة «التايمز» اللندنية خبرها عن وفاته بالقول إن ولي عهد السعودية ووزير داخليتها الصارم الذي سحق شبكة «القاعدة» محلياً بُعيد هجمات أيلول (سبتمبر) 2001 قد توفي. وأشارت إلى تشجيعه فكر ترسيخ «الأمن الفكري» في المجتمع السعودي لمكافحة التطرف. وأشارت «التايمز» إلى أن السياسات الأمنية التي انتهجها الأمير نايف أسفرت عن إحباط عشرات الهجمات الإرهابية، والقبض على مئات المتشددين وقتل قادة الفكر الضال. ويعتقد بأنه بحلول عام 2008 تم تدمير فرع «القاعدة» في السعودية، وهو ما أدى إلى هروب عناصرها إلى اليمن. وذكرت أن «القاعدة» سعت في عام 2009 إلى اغتيال نجل الأمير نايف الأمير محمد بن نايف الذي يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. ونشرت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس نعي وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للأمير نايف الذي جاء فيه أن «الأمير نايف خدم السعودية على مدى سنوات بإخلاص وتفانٍ، وسيتم تذكُّر إسهامه في رفاهية المملكة وأمنها زمناً طويلاً». وأعرب هيغ عن تعازيه ومواساته للشعب السعودي وحكومة المملكة «في هذا الوقت الحزين». صحيفة «أنترناشونال بيزنس تايمز» أشارت، في معرض نقلها نبأ وفاة ولي العهد، إلى أن الأمير نايف عُرف بموقفه الحازم تجاه استشراء فكر تنظيم «القاعدة» في السعودية. ونقلت صحيفة «كوريير ميل» الأسترالية أمس عن وكالة الأنباء الفرنسية أن الأمير نايف قام قبل وفاته بزيارة للجزائر والولايات المتحدة وسويسرا، وأنه غادر السعودية في 26 أيار (مايو) الماضي لإجراء فحوص طبية. وذكرت أنه انتهج سياسة قبضة حديدية ضد تنظيم «القاعدة». ونقلت شبكة «سي ان ان» عن مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي وصْفَه رحيل الأمير نايف بأنه «صدمة». وقال إن جثمان الأمير نايف سيصل إلى جدة اليوم (الأحد) ليصلى عليه، ويوارى الثرى في مكةالمكرمة. وأشارت شبكة «سي ان ان» إلى أن الأمير نايف قاد العملية الأمنية التي انتهت بسحق احتلال الحرم المكي الشريف في عام 1979، من متطرفين. كما أنه أشرف على سحق خلايا «القاعدة» السعودية في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة. صحيفة «ميامي هيرالد» ذكرت أن الهم الأول لولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف كان أمن السعودية. وقالت إنه كان يمثّل رأس الرمح في سياسة المملكة التي وقفت في وجه الإرهاب، ولا سيما هجمات تنظيم «القاعدة». وأشارت إلى أن الأمير نايف كان يرى ضرورة قيام المؤسسة الدينية السعودية بدورها الفاعل لمجابهة نمط الجهاد الذي ظلت «القاعدة» تروج له وسط الشبان السعوديين. وكتبت صحيفة «اتلانت جورنال كونستيتيوشن» الأميركية أن الأمير نايف وُلد عام 1933، وأنه الابن ال 23 للملك عبدالعزيز آل سعود. وأشارت إلى أنه شغل مناصب مهمة قبل توليه حقيبة «الداخلية» ومبايعته ولياً للعهد. فيما ذكرت إذاعة نيوزيلندا أمس أن الأمير نايف كان رجلاً عملياً في قراراته وسياساته. وأضافت أنه أثار قدراً كبيراً من الارتياح في نفوس النساء وأسرهن حين أصدر في عام 2001 قراراً بإصدار بطاقات هوية خاصة بالنساء، ليتيح لهن قدراً أكبر من الحرية في تعاملاتهن المالية والقانونية. ونسبت وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية الأميركية إلى خبير في شؤون الشرق الأدنى والخليج قوله إن أمن السعودية راسخ وقوي. وأوردت قناة «تشانيل نيوز آسيا» أن الأمير نايف وقف بقوة في وجه المخططات الإيرانية التي استهدفت السعودية. وأضافت أن حملته الأمنية الصارمة أرغمت عناصر تنظيم «القاعدة» على الفرار إلى اليمن. وقالت إن الأمير نايف كان مسؤولاً عن أمن الحدود وأجهزة مكافحة الجريمة وشرطة المباحث، وأنه نجح في حظر الجمعيات الخيرية التي جمعت تبرعات لتنظيم «القاعدة». وأكدت «تشانيل نيوز آسيا» أن الكاريزما الكبيرة التي تمتع بها الأمير نايف جعلت الشعب السعودي يقدَّره، لأن هناك إجماعاً يتعلق بالأمن القومي السعودي.