غيّب الموت أمس ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز 78 عاماً. ونعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه الأمير نايف في بيان أصدره الديوان الملكي أمس، معزياً الشعب السعودي في فقيده، داعياً له بالرحمة والمغفرة. وأجمعت الصحف في أرجاء العالم ووكالات الأنباء على وصف الفقيد بأنه «الأمير السعودي الذي سحق تنظيم القاعدة». وأعلن بيان الديوان الملكي أن ولي العهد الذي توفي خارج البلاد سيُصلّى عليه بعد صلاة المغرب اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة. وتلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالات من عدد من قادة دول العالم معزين ومواسين، فيما أثار رحيل الأمير نايف موجة حزن على الصعيد المحلي والخليجي، خصوصاً أن الفقيد كان رجل دولة من طراز نادر، وتشعبت إسهاماته في أوجه الحياة كافة، خصوصاً الأعمال الخيرية والإنسانية والتعليمية والإدارية. وأثار إعلان وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز حزناً وأسىً بالغين في المنطقة العربية والعالم. وأشارت معظم الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية الإخبارية أمس إلى غياب الأمير نايف الذي أدت صلابته وحزمه في القيام بمسؤولياته وزيراً للداخلية إلى سحق تنظيم «القاعدة» الذي لم يجد عناصره أي مكان في السعودية ليتخذوه ملاذاً آمناً، فاضطروا إلى الفرار لليمن. وكان الأمير نايف بويع ولياً للعهد في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 إثر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. وكان عين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في 27 آذار (مارس) 2009. وظل يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 1975. وشغل قبل ذلك منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية (1975)، ونائب وزير الداخلية بمرتبة وزير (1974)، ونائب وزير الداخلية (1970). وعيّن أميراً لمنطقة الرياض من 1953 إلى 1954. وبرز الأمير نايف من خلال عمله رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب منذ العام 1984. وشهدت فترة رئاسته الفخرية للمجلس التي امتدت 29 عاماً إقرار عدد من الاستراتيجيات والاتفاقات الأمنية التي أرست دعائم الأمن في البلدان العربية، خصوصاً لجهة مكافحة الإرهاب وغسل الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحة المخدرات. وشهدت وزارة الداخلية السعودية في جميع قطاعاتها الأمنية والإدارية تطويراً كبيراً وتحديثاً تقنياً، جعلاها قادرة على مواكبة متطلبات الزيادة السكانية والطفرات المتعددة التي شهدها المجتمع والاقتصاد السعودي. وكانت للأمير نايف بصمة واضحة على العمل الإغاثي والإنساني، خصوصاً إغاثة شعوب فلسطين وكوسوفو والشيشان والمتضررين من التسونامي في إندونيسيا والفيضانات في باكستان، من خلال عمله مشرفاً عاماً على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في السعودية. وتجلى ذلك أيضاً في الحملات التي نشطت لإغاثة الشعب الباكستاني من الفيضانات. وترأس الأمير نايف المجلس الأعلى للإعلام منذ العام 1981، وشهدت تلك الفترة إصدار معظم الأنظمة القانونية التي تحكم أسس العمل الإعلامي في السعودية. وتولى الفقيد رئاسة اللجنة العليا للحج منذ العام 1965، وهي فترة شهدت تطوراً كبيراً في أمن وإدارة الحشود. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالات من العاهل المغربي الملك محمد السادس والملك الاردني عبدالله الثاني ورئيسي تركيا عبدالله غول وتونس المنصف المرزوقي أعربوا فيها عن تعازيهم ومواساتهم، داعين للفقيد بالرحمة والمغفرة. وأصدر الديوان الملكي في البحرين بياناً اعلن فيه الحداد العام ثلاثة ايام ونعى الراحل الذي توفي «بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعب المملكة العربية السعودية والأمة العربية والإسلامية ونصرة قضاياها». كذلك اعلنت الكويت الحداد ثلاثة ايام. واصدر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بيانا عبر فيه عن تأثره لنباء وفاة الامير نايف وقال ان المملكة السعودية تفقد بوقاته «رجل دولة ترك بصمته على انطلاقة بلده» وان فرنسا تفقد من جانبها «صديقا ربطتها به شراكة وثيقة». واضاف ان الامير نايف «ساهم بطريقة حاسمة في أمن بلاده» وفي «العمل المشترك لمواجهة الارهاب». وأصدر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بياناً قدم فيه تعازي حكومته وقال إنه حزين لسماع نبأ وفاة ولي العهد السعودي، واضاف ان الامير نايف «خدم المملكة لسنوات بشرف عظيم وتفان وسوف يذكر دوره في رخاء وأمن المملكة لفترة طويلة».