يختتم المصريون اليوم انتخاب أول رئيس للبلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك مطلع العام الماضي، بعدما بدأوا أمس التصويت للاختيار بين مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي والمرشح المحسوب على المجلس العسكري الحاكم الفريق أحمد شفيق، وسط إقبال متوسط وتقارير عن انتهاكات أوسع نطاقاً من تلك التي شهدتها المرحلة الأولى. ويفترض أن يبدأ فرز الأصوات مساء اليوم بعد إغلاق اللجان أبوابها، لتظهر النتائج الأولية غداً. وستعلن اللجان الفرعية نتائج الفرز أولاً بأول بعد يومين من اقتراع كان الاستقطاب الحاد سمته الأبرز، إذ حشد الإسلاميون وبعض قوى الثورة لدعم مرسي، فيما أظهرت قيادات سابقة في الحزب «الوطني» المنحل وقوى متخوفة من صعود الإسلاميين، لا سيما الأقباط، دعماً لشفيق. وتبادلت حملات المرشحين اتهامات بارتكاب تجاوزات من شأنها التأثير على النتائج، إذ اتهمت حملة مرسي منافسه بدفع رشى للناخبين للاقتراع لمصلحته، واستخدام «الورقة الدوارة» في سبيل تحقيق ذلك، فيما اتهمت حملة شفيق خصمها ب «اختراق» المطابع الحكومية وتسويد بطاقات اقتراع لمصلحته قبل تسليمها إلى القضاة في لجان الانتخاب. وخرق أنصار المرشحين الصمت الانتخابي عبر الدعاية لهما أمام بعض اللجان ما سبب اشتباكات محدودة بين الطرفين، فيما سعت السلطات إلى إظهار حيادها عبر توقيف عشرات من أنصار كلا المرشحين أثناء الدعاية لهما بالمخالفة للقانون. وباتت صناديق الاقتراع في اللجان ليلة أمس في حماية قوات الشرطة والجيش وأنصار المرشحين بعد أن أغلقت المقار الانتخابية أبوابها في التاسعة مساء، تنفيذاً لقرار رئيس اللجنة العليا للانتخابات فاروق سلطان مد فترة الاقتراع ساعة واحدة. وشكت حملة مرسي من تصويت عناصر من الشرطة والجيش في دوائر عدة لمصلحة شفيق، بالمخالفة للقانون الذي يمنع تصويت العسكريين، كما أكدت أنها رصدت تكراراً لأسماء متوفين في كشوف الناخبين في لجان عدة. وقدمت شكاوى إلى اللجنة العليا للانتخابات بهذه الوقائع، لكن اللجنة نفتها. غير أن تقارير مراقبين بينهم «الجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي» ذكرت أنها رصدت تصويتاً لمجندين في لجان عدة وحررت محاضر بهذه الوقائع. واتهمت كلا المرشحين بشراء أصوات في أكثر من محافظة. وفي مقابل رفضها التحقيق في شكاوى حملة مرسي، أحالت اللجنة المشرفة على الانتخابات على التحقيق شكاوى قدمتها حملة شفيق ضد منافسه. واستنكرت حملة مرسي إصرار اللجنة العليا على عدم إعلان نتيجة انتخابات المصريين في الخارج رغم ورود كل النتائج. وشكت طرد بعض مندوبيها من لجان، كما اتهمت اللجنة العليا للانتخابات بالتقاعس عن مواجهة «تزوير» لمصلحة شفيق عبر استخدام «الورقة الدوارة». وأدلى مرسي وشفيق بصوتيهما أمس. لكن في حين وقف مرشح «الإخوان» في طابور الناخبين، دخل شفيق لجنته من باب خلفي وسط حراسة مشددة من الجيش، تفادياً لتكرار الاستقبال العاصف الذي لقيه في الجولة الأولى من معارضين هتفوا ضده. وأغلقت قوات الأمن اللجنة فور دخوله، لكن شفيق تلاسن مع بعض الناخبين.