لم يخطر في بال أم عبدالرحمن أن حال الاستقرار الأسري والوضع المادي المريح الذي كانت تعيشه مع زوجها وأبنائها بات قريباً من الانهيار، إلا أن هذا ما حدث. هو مسلسل مأسوي يحكي وضع أسرة جار عليها الزمن ووجدت نفسها خلال فترة زمنية قصيرة في مهب الريح، وكانت الحلقة الأولى منه إصابة زوجها بالغرغرينا. كانت أول الآثار السلبية لمرض الزوج هو تراكم ديون أم عبد الرحمن. وتقول أم عبد الرحمن ل«الحياة»: «تعرضت لكثير من الضغوط، خصوصاً بعد أن أصيب زوجي بالغرغرينا في قدمه، ما نتج عنه استئصال جزء من أصابع قدمه». وتضيف: «مكث زوجي في المستشفى الحكومي فترة طويلة، إلا أنه لم يشعر بتحسن، فأجبرت على علاجه في مستشفى خاص في جدة، وهناك أثبتت التقارير الطبية وجود تقرحات وتعفن بالقدم اليمنى، بسبب أنه أمضى وقتاً طويلاً في أحد المستشفيات وتم إزالة إصبعين من القدم مع التنظيف مرات عدة من دون جدوى»، موضحة بأنه كان يعاني ذلك الوقت من تقرحات سكرية في القدم، إضافة إلى وجود تقيح حاد وغرغرينا من النوع الرطب. وتتابع الزوجة المحطمة: «تم تنويم زوجي في أحد المستشفيات الخاصة وعمل أول تدخل جراحي بقيمة 10700 ريال، إذ تمت إزالة جزء من العظام المتسوسة وتنظيف جميع أنسجة القدم مع أخذ المضادات الحيوية في الوريد وتنظيم السكر، وبعد ذلك خضع إلى جراحة ثانية قيمتها 4500 ريال للتنظيف مرة أخرى وإزالة بعض الأنسجة المتعفنة». وتشير أم عبد الرحمن إلى أنه وبعد التحسن الملحوظ بدأت مرحلة الالتئام، وقد كلفت تلك المرحلة أكثر من 16 ألف ريال، «أما جهاز الشفط VAC فكان بقيمة 36 ألف ريال»، مؤكدة: «بعد كل هذه المصاريف اضطررت إلى البحث عن سلفة، خصوصاً بعد أن حاصرتني الديون من كل صوب». الظروف القاسية التي يعيشها زوجها والحالة النفسية التي ترزح أم عبد الرحمن تحت وطأتها أجبراها على تقديم طلب بالتقاعد المبكر، على رغم حاجتها الماسة إلى كل ريال في راتبها الشهري، «لم أجد خياراً آخر، وفضلت أن أكون مرافقة مع زوجي داخل المستشفى، خصوصاً أن وضعه الصحي ليس على ما يرام»، لافتة إلى أنها حالياً مهددة بدخول السجن بسبب الديون، إضافة إلى أن صاحب المنزل يهددها وأسرتها بالطرد. تردد أم عبدالرحمن دائماً عبارة «من ترك شيئاً لله عوضه الله بأحسن منه»، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى رزقها بأربع بنات وابن، «وفضلت الاهتمام بزوجي وأبنائي وتركت وظيفتي التي تشغلني عنهم بسبب الظروف الصعبة التي دهمتنا».