الحديث يتصل عن «اللاشيئيين»، وأضيف أنه في الماضي كانت الإناث يعشن هذا الإحساس أو الواقع أكثر من الذكور، نتيجة قلة الفرص أمامهن قياساً بأقرانهن، ولا أعرف هل غيّر كون 80 في المئة من مستفيدي «حافز» هم من الإناث هذه المعادلة؟ الذي أعرفه يقيناً أن عدد الخريجين والخريجات من الداخل والخارج يفوق فرص العمل بمراحل، لن تدركها «النطاقات» والألوان حالياً، ربما مستقبلاً، لا أعلم. ولكي نتفق على المصطلح، كوننا لم نستطع الاتفاق على كيفية معالجة أوضاعهم جذرياً لا على مستوى العائلة، أو المجتمع، أو الجهات الحكومية المعنية، يجب أن نقاربه، أو نضاده مع مصطلح معروف، من ذلك النوع الذي يحبه الأكاديميون، ويشتريه رجال الأعمال، ويستخدمه المسؤولون الحكوميون فقط في المجالس. يمكننا اعتبار «اللاشيئيين» هم المنهضون لمفاهيم ومبادئ التشيؤ، ولمن لا يعرف هذا الأخير مثلي أقول له مستعيناً ب «غوغل» التشيؤ (reification) هو أحد المفاهيم الفكرية والفلسفية الحديثة، إذ يصبح الإنسان كينونة شيئية متجرداً عن كينونته الروحية عبر إسقاط مفاهيم السوق والنزعة الاستهلاكية على المفاهيم الإنسانية، وهو مفهوم وضعه «كارل ماركس» على شكل مصطلح، ويعني «صنمية السلع» أو خضوع الإنسان إلى سلطة الشيء والشيئية التي تحكم قبضتها على حركة الحياة وعياً وبنية ونسقاً وسلوكاً. في ظل سلطة التشيؤ يخضع الكائن إلى غيبوبة استلابية على كل المستويات الفكرية والوجودية والحياتية متماهياً مع وجود الشيء مفرطاً بكينونته، وقام المفكر الهنغاري «جورج لوكاش» بإخراج مفهوم التشيؤ من سياقه الفلسفي الفكري ودلالته الاقتصادية إلى النطاق الاجتماعي، للحكم على طبيعة العلاقات الإنسانية التي تنبثق عن النزوع الاستهلاكي للفرد. وهكذا يكون مفهوم التشيؤ هو النقيض والضد لمفهوم الأنسنة، الذي يعني النزوع إلى الإنساني وعياً وبنية ونسقاً وسلوكاً، إذاً كيف يصبح أصحابنا أعلاه ضد الأنسنة، والأنسنة المحلية تحديداً؟ إنهم مختلفون كثيراً، فالإنسان لدينا، يدرس، يتوظف، يتزوج، يطلق (30 في المئة منهم)، يتزوج ثانية أو مرة أخرى أو مرة «سفرية»، ثم يقضي بقية عمره يلف ويدور يبحث عن واسطة لأبنائه، وكانت للبحث عن قبول أو عمل، وأضيف إليها، للبحث عن بعثة، أو «حافز». [email protected] @mohamdalyami