اختتم مهرجان البادية في محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع محافظة بيشة فعالياته أول من أمس، بعد أن استمر ثمانية أيام برعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وأوضح محافظ بيشة رئيس اللجنة العليا للمهرجان محمد بن سعود المتحمي أن مهرجان البادية تضمن برامج تراثية وتاريخية شاركت فيها كل المراكز التابعة للمحافظة، ومسرحية بعنوان قصة مكان وعروض لأبرز الملامح التاريخية لبيشة، إضافة إلى عدد من الخيام التي تحوي عروض المشاركين من أبناء المراكز وساحة للألعاب الشعبية، لافتاً إلى أن كل المؤسسات الحكومية مثل فرع وزارة الأوقاف وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإدارة الزراعة والجهات الأمنية والخدمية، شاركت بتقديم عدد من البرامج التاريخية للمحافظة، مثل معرض للمنتجات الزراعية ومعارض فنية وتاريخية، إلى جانب معارض للصقور والصيد والخيل والجمال. وأضاف أن زيارة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز إلى محافظة بيشة ومشاركتهم أبناء المحافظة في هذا المهرجان عززت هذا المهرجان الذي سيستمر سنوياً لخدمة أبناء المحافظة، ويسهم في دعم الجانب السياحي، لافتاً إلى أنه سيعزز الجوانب التاريخية والحضارية للمحافظة ومدى ما وصلت إليه تنموياً في كل المجالات، وأن الهيئة العامة للسياحة والآثار أقرت بالتنسيق مع هيئة السياحة في منطقة عسير لإقامة مهرجان البادية الأول في بيشة سنوياً. من جهته، ذكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة عسير عبدالله بن مطاعن أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان وجه فريق عمل برئاسة مستشار نائب رئيس الهيئة للسياحة والثقافة والتراث الدكتور علي العنبر، للقاء المسؤولين في إمارة منطقة عسير، والبحث عن سبل تعزيز وتوحيد كل الإجراءات لنجاح البرنامج، مضيفاً أنه وجه بزيارة محافظة بيشة، ولقاء لجنة التنمية السياحية الفرعية، بهدف الترتيب والانتهاء من التنسيق لإقامة المهرجان الأول من نوعه في المنطقة، تماشياً مع خطة 2020، إضافة إلى توجيه رئيس الهيئة لكل قطاعات الهيئة بالمساندة لدعم تلك الخطة. يذكر أن بيشة تمتاز بموقع استراتيجي جعل منها محطة للقوافل المسافرة من وإلى نجد وعسير واليمن والحجاز، يتزودون منها بحاجاتهم الضرورية، كما مر منها أبرهة الحبشي بجيشه الكبير، وتعرف جغرافيتها بأنها امتداد الحوض الأدنى لوادي بيشة بواحاته الغنية بالمياه على امتداد يقدر بأكثر من 150 كلم من الجنوب إلى نهاية حدود مركز الجنينة في الشمال، كما تشتهر بزراعة النخيل التي يبلغ عددها الآن حوالي ثلاثة ملايين نخلة، إذ تعتمد الزراعة على المياه الجوفية. كما يقع سد الملك فهد بن عبدالعزيز في وادي بيشة على بعد 40 كلم جنوب غرب المدينة، ويعتبر من أضخم المشاريع لتأمين المياه، وأكبر سد خرساني في منطقة الشرق الأوسط، كما يعد جبل الصايرة البيضاء أبرز المعالم الطبيعية في المحافظة، كما يوجد فيها 203 مواقع أثرية، من أبرزها الطريق الذي سلكه أبرهة الحبشي متجهاً عبره إلى مكةالمكرمة، إضافة إلى قلاع ونقوش يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام، وقصر «شعلان»، ومركز صمخ، وقرية المعدن التي تحوي الأطلال والنقوش الصخرية، وقرية القاع التي تحوي بيوتاً ومساجد ومقابر وآثار قديمة لا زالت تقف صامدة أمام العوامل المناخية والزمن، إضافة إلى القرية الخضراء التي سميت بهذا الاسم لأن واديها كان إلى عهد قريب كثير المياه، ما أسهم في تزيين المزارع باخضرار النخيل وغيرها من المزروعات مثل الذرة والشعير والقمح والبرسيم وبعض الخضار.