استقبل رئيس جمهورية تركيا عبدالله غُل في القصر الجمهوري في أنقرة أمس نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي يقوم بزيارة رسمية لتركيا. ورحب غل بالأمير خالد، مؤكداً عمق العلاقة التي تربط السعودية وتركيا. ونقل نائب وزير الدفاع تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مقدماً شكره على الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة. ومن جهته حمل رئيس جمهورية تركيا نائب وزير الدفاع تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي. كما جرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الأهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين. وحضر الاستقبال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز والقائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة عبدالهادي الشافي والمستشار الخاص للرئيس التركي فردان جاركبي والملحق العسكري السعودي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقره العميد البحري محمد الشهيل. وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وصل إلى قاعدة كونيا الجوية بجمهورية تركيا لحضور مناورات تمرين «نسر الأناضول-2/2012» بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية التركية وبمشاركة دول متقدمة في مجال العمليات الجوية. وأستمع إلى إيجاز من قائد مركز تمرين نسر الأناضول المقدم الطيار الركن إنقن تشولاك عن التمرين المشترك والدول المشاركة ومدى النجاح الذي حققه المشاركين بالتمرين. وقدم قائد المجموعه السعودية ايجازا عن مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في التمري، وما تم تنفيذه من طلعات جوية تدريبية مشتركه وسير عمليات التمرين.... بعد ذلك شاهد فيلماً وثائقاً عن التمرين أشتمل على مراحل الأستعداد والتمرين التحضيري في المملكة وتحرك المشاركين إلى قاعدة كونيا وبدء تنفيذ التمرين الفعلي. ثم القى نائب وزير الدفاع كلمة للمشاركين قال فيها: «ابنائي واخواني ضباط وضباط صف القوات الجوية من طيارين ومهندسين والعاملين على الطائرات، فخر كبير ان اكون بينكم اليوم لاشارك معنوياً وقلبياً معكم في هذا التمرين الذي يعود انشاء الله بالنفع لقواتنا الجوية وقواتنا المسلحة بشكل عام وهذه الزيارات والتمارين ماهو الا من استمرارية اهتمامات قائدنا الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين والمتابعة المستمرة من سمو وزير الدفاع سيدي الأمير سلمان. واذا كانت هذه المشاركات مستمرة فنحن نفخر أنها تكون في جميع أنحاء العالم ومع جميع الدول ولكن بالأخص اهتمامنا بعمل التمارين المشتركة مع اشقائنا في جمهورية تركيا فهي من الأهمية أن تستمر أكثر من تمرين أو تمرينين في المستقبل القريب ويكون في نفس الوقت في المملكة العربية السعودية وفي جمهورية تركيا وكلنا يعلم أهمية هذه التمارين ومع الأسف بوجود عدم الاستقرار المتواجد في منطقتنا في الشرق الأوسط الذي علينا أن نكون دائماً حريصين وجاهزين والجاهزية لا تكون ألا بالتدريبات الواقعية والتدريبات العملية فقواتنا الجوية تشارك في أميركا وفي أوربا وأفريقيا. وأتمنى إن شاء الله أن تزود هذه التمارين المستمرة لإعادة المنفعة على قواتنا الجوية وقواتنا المسلحة بشكل عام والاستمرار في التمارين الجوية هي ليست فقط اشراك الطائرات بينما هي منظومة متكاملة سواءً منظومات القتال ومنظومات الإنذار المبكر والتزود بالوقود والإسناد الجوي وهذه كلها تكون مطلبا اساسيا لعمل التمرين الذي نأمل إن شاء الله أن يقودنا إلى الجاهزية القتالية. ومن هذا المنطلق لا بد أن نعرف اهتمام قيادتنا العليا بإعطاء القوات المسلحة أفضل انواع الاسلحة المتطورة. ولكن لا يكفي وجود سلاح متطور بدون التوصل إلى أفضل طريقة استخدام لهذه الاسلحة وكيفية التعامل المشترك في ما بينها. هذا لا يأتي الا بالتدريب والتدريب المشترك سواء بين القوات الاربع أو مع القوات الصديقة والشقيقة. ولهذا أنا دائماً أكون حريصا أن ابين لكم اهتمامات قيادتنا العليا بمشاركتنا دائماً معكم في هذه التمارين في أي مكان بالعالم ولكن اهتماماتنا مع اشقائنا في جمهورية تركيا التي نكن لها كل المحبة والاحترام. ونتمنى من الله عز وجل أن يديم المزيد من التعاون بين الدولتين متمثلة بقواتها المسلحة ولهذا أتمنى لكم تمرين جيد وقوي وإقامة سعيدة وبأننا دائماً فخورين بكم كما عاهدنا الله عز وجل في السابق نعاهدكم الآن بالعمل ليل نهار لخدمتكم وخدمة القوات المسلحة . بعد ذلك تسلم الامير خالد هدية تذكارية من قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في التمرين. واجاب نائب وزير الدفاع على أسئلة الإعلاميين، فقال:» ننا نحمد الله بوجود مستوى عالي للقوات المسلحة السعودية وممثلة هنا في القوات الجوية السعودية بأن تكون على مستوى عال جداً وتشترك بأكثر التمارين العالمية ويعتبر هذا التمرين المشترك من أعلى أنواع التدريب الذي تشترك فيه دول عدة وحلف الناتو والقوات الجوية ليست فقط طائرات ولكن باستعداد متكامل سواء من طائرات أو إسناد للإعتماد على نفسها في أي مكان بالعالم. واضاف «أن وزارة الدفاع تعمل كقطاع متكامل من خلال لجان تخصصية لكل قوة ولجان متعددة الجوانب سواء فنية أو قانونية أو مالية وهناك استراتيجية بأي وزارة دفاع أو قوات مسلحة وهذه الاستراتيجية نستمدها دائماً من التوجيه السياسي الحكيم من قائدنا الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين واستمرارية توجيهات سمو سيدي وزير الدفاع الأمير سلمان لكل القوات بالتخطيط السليم لأخذ أفضل الامكانيات والاسلحة المتواجدة في العالم وهذا جزء من العمل الدؤوب المتكامل من لجان فنية كثير». وأضاف «أنه ليس هناك عدو محدد ولكن العدو دائماً يعتمد على نوعية الاضطرابات الموجودة في المنطقة ككل وأي دولة في العالم يحق لها ان تتسلح وتتعامل وتكون هناك تمارين مشتركة مع اصدقائها. وليس أعظم من الصداقه الموجودة الآن بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا التي من خلالها نعمل لرفع القدرات للدولتين، القدرات الدفاعية التي نحمي فيها أمننا ووطننا من كل سوء انشاء الله». مؤكداً «أن كل تمريين يوجد فيه فريق أحمر وفريق أزرق وعادة الفريق الأزرق ينتصر وكل تمرين يعتمد على سيناريوهات على مساحة المنطقة التدريبية الموجودة ومن خلالها يوضع التمرين لكنها لا تعمل لحدث معين ولكن لرفع قدرات كل تسليح ودائماً توجيهات القيادة العليا لرفع مستوى وقدرات القوات المسلحة ورفع القدرات ليس فقط بزيادة التسليح ولكن برفع مستوى التدريب وكيفية العمل المشترك مع دول أخرى صديقة وشقيقة ولهذه التوجيهات دائماً انشاء الله لا نرضى بأي مستوى للقوات المسلحة بل نعمل لرفع المستويات والكفاءات».