اسفرت مواجهات مسلحة عنيفة في مدينة زنجبار بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، بين القوات الحكومية وأنصار «الحراك الجنوبي» بزعامة القيادي «الجهادي» السابق طارق الفضلي، عن مقتل 9 من أنصار «الحراك» وإصابة 20 آخرين، بينهم 12 جندياً. وقالت مصادر طبية ان عدد الضحايا مرشح للارتفاع، وذكرت وكالة «فرانس برس» ان عدد القتلى تجاوز 13 والجرحى بالعشرات، اصابات بعضهم خطرة جداً. وكانت السلطات المحلية في أبين حشدت منذ مساء الأربعاء قوات أمنية مدعومة بآليات وسيارات مصفحة في ضواحي زنجبار، أحد أهم معاقل التنظيمات «الجهادية»، للحيلولة دون عقد مهرجان لجماعات «الحراك الجنوبي» دعا إليه الفضلي، الرفيق السابق لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، والذي أعلن تأييده لجماعات «الحراك». وأشارت مصادر محلية في أبين أن المدينة شهدت هدوءاً نسبياً مساء أمس، رغم اعلان السلطات مصرع 8 أشخاص وإصابة 18 آخرين، بينهم نائب مدير أمن زنجبار المقدم محمد أحمد الدوبحي وخمسة من أفراد قوات الأمن المركزي «في اعتداء مسلح شنته عناصر تخريبية خارجة عن القانون تابعة للفضلي» كما ذكر موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية. ونقل الموقع عن محافظ أبين أحمد الميسري، «أن هذه العناصر اطلقت قذائف آر بي جي وصواريخ ستيلا المضادة للدروع ونيران كثيفة بشكل عشوائي باتجاه مقرات أمنية ومباني حكومية ومواطنين». وأشار المحافظ إلى أن مجاميع «الحراك» بدأوا منذ الصباح الباكر بالتجمهر أمام منزل الفضلي المقابل للمجمع الحكومي القديم وتم السماح لهم بإقامة المهرجان وبعد انتهائه أصروا، وهم يحملون مكبرات الصوت، على التحرك إلى قيادة الأمن المركزي لإطلاق محتجزين فيه بالقوة. وقال «أن قوات الأمن حاولت منعهم من مهاجمة قيادة الأمن، فبادروا بإطلاق قذيفة «آربي جي» على مبنى المحافظة. كما اطلق مسلحون آخرون، كانوا في منزل الفضلي، القذائف المتفجرة والرصاص عشوائيا على المواطنين ورجال الأمن، ما أدى إلى وفاة ثمانية مواطنين وإصابة 18 آخرين بينهم ستة من قوات الأمن، بالإضافة إلى احراق سيارة للشرطة، وإلحاق أضرار بالغة بمقر قيادة المحافظة ومنازل بعض المواطنين المجاورة. وأكد محافظ أبين، الذي ترأس أمس اجتماعاً طارئاً للقيادات المحلية ومديري المكاتب التنفيذية في المحافظة، «أن قوات الأمن خلال تبادل إطلاق النار مع عناصر التخريب لم تستهدف أي مواطن وأن كل من سقطوا قتلى وجرحى في أحداث أمس هم ضحايا للأعمال العدوانية المسلحة لعناصر الحراك الجنوبي». وذكر شهود ان أعمدة دخان تصاعدت من محيط منزل الفضلي، الذي تحصن فيه مسلحون موالون له، وحاصرته قوات الأمن من جهاته الأربع. وقالت المعارضة اليمنية إن قوات الأمن المركزي في زنجبار احتجزت ناصر البحيري لساعات رئيس فرع تجمع الإصلاح الإسلامي المعارض عندما كان عائداً من عزاء في مديرية مودية. وأصدرت أحزاب المعارضة، المنضوية في إطار تكتل «اللقاء المشترك»، بياناً دانت فيه تصرفات قوات الأمن. وقالت «إن هذه التصرفات اللامسؤولة تزيد الوضع المتأزم احتقاناً»، كما دانت «احتجاز مئات المواطنين الأبرياء». وتواصلت تداعيات مقتل ثلاثة من منطقة «القبيطة» في كمين نصبه لهم مسلحون، قيل انهم ينتمون الى «الحراك الجنوبي» قبل أكثر من أسبوع في منطقة حبيل جبر في محافظة لحج، وتظاهر المئات من أبناء «القبيطة» وقطعوا طريق صنعاء - عدن - تعز، احتجاجا على تهاون الحكومة في القبض على المتهمين، غير أن قوات الأمن تدخلت لفتح الطريق واشتبكت مع المتظاهرين، ما أسفر عنه مقتل أحد هؤلاء. وكانت أجهزة الأمن أكدت انها استجوبت عدداً من الأشخاص الذين يُشتبه بأنهم قدموا الى متهم في هذ القضية مساعدة للتخفي أو الهروب. إلى ذلك منعت الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء صباح أمس الصحافيين والمشاركين في ندوة لحزب التحرير الإسلامي حول «الأزمة السياسية في اليمن» من الحضور، وبررت ذلك بأن الحزب غير مرخص له في اليمن.