يايلاداجي (تركيا) - رويترز - يتعين على مقاتلي المعارضة السورية البحث عن طرق جديدة اكثر وعورة لتهريب اللاجئين والمصابين من المدنيين والمسلحين إلى تركيا بعد أن بدأت قوات الحكومة السورية هذا الشهر إشعال حرائق في مناطق الغابات على الحدود. ويبدو أن الحرائق المتعمدة أسلوب جديد تنتهجه القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد لإخراج المقاتلين من مخابئهم ومنع المدنيين من الهرب. وبدأت القوات السورية زرع الألغام على نفس الحدود قبل ذلك بأشهرعدة. وذكر مقاتلون من المعارضة داخل تركيا إن بعض المصابين يموتون قبل أن يحصلوا على الرعاية الطبية في تركيا لأن عبور الحدود يستغرق ثلاثة أمثال الوقت الذي كان يستغرقه من قبل. وقال أبو احمد الحلو، وهو مقاتل من المعارضة يساعد في تهريب الأسر السورية إلى تركيا، إن نظام الرئيس «الأسد يحاول إغلاق كل الطرق. يشعلون حرائق على طول الحدود.» وأضاف الحلو من معسكر يايلاداجي على بعد كيلومتر من معبر حدودي في إقليم هاتاي بتركيا «اصبح الأمر صعباً جداً، ونضطر إلى البحث عن طرق جديدة تأخذنا إلى أماكن بعيدة جداً». وأصبح باستطاعة الجنود السوريين المتمركزين في برجي مراقبة يطلان على منحدر قبالة جويتشتشي رؤية من يتحرك على الجانب الآخر بوضوح اكبر بعد أن تفحمت الأشجار التي كانت تخفي المقاتلين والمدنيين الفارين من قبل. ولم تشتعل الحرائق على امتداد الحدود بالكامل، وكانت في البداية تستهدف المناطق التي يعرف أن المعارضين يختبئون بها أو التي تشهد أنشطة تهريب. ورأى مراسل ل «رويترز» الأحد عمودين كثيفين من الدخان الأبيض يتصاعدان من حرائق أشعلت حديثاً في منطقتين منفصلتين بالمناطق الحدودية تفصلهما كيلومترات عدة على جانبي جويتشتشي. وخارج معسكر يايلاداجي يختلط اللاجئون بمقاتلي «الجيش السوري الحر» الذي يقاتل قوات الأسد داخل سورية. ويقول الحلو، وهو يشير إلى ملابسه التي غطتها الأتربة، إنه عاد لتوه من واحدة من رحلاته شبه اليومية عبر الحدود، ولكن بسبب الحرائق يسير الآن لمسافات اكبر بكثير. وأضاف «في الأسبوع الماضي كنا نحمل رجلاً مصاباً لكنه توفي لأننا لم نستطع العبور به في الوقت المناسب». وقال مالك علي، وهو من كبار السن المقيمين في المعسكر ووصل بعد قليل من بداية الانتفاضة في سورية منذ قرابة 15 شهراً، إن القوات الحكومية تحرق محاصيل القرويين أيضاً على امتداد الحدود. وأضاف «يشعلون هذه الحرائق لوقف مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يختبئون في الغابات وأيضاً لإفقار الناس بإحراق حقولهم». ويصعب التأكد من روايات الناس عما يحدث داخل سورية، بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على دخول وسائل الإعلام العالمية. وعلى الرغم من تزايد صعوبة تهريب الناس إلى تركيا يقول علي إن 80 مصاباً سورياً، اغلبهم من المدنيين، عبروا الحدود في الأيام الثلاثة الماضية بسبب حملات الحكومة على منطقة بمحافظة إدلب الشمالية. وتقول منظمة مكافحة الكوارث والطوارئ بتركيا إنه حتى الخامس من حزيران (يونيو) كان هناك نحو 27 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيمات بتركيا. وفر نحو 2700 في الأيام الخمسة الأولى من الشهر الحالي. ويعتقد أن ألفي سوري آخرين وجدوا طريقهم إلى تركيا. كما لغمت القوات السورية أجزاء كثيرة من الحدود حول هاتاي على مدى الأشهر الماضية لتقييد الحركة عبر الحدود ما أسفر عن مقتل وإصابة مقاتلين من المعارضة ومدنيين. وقال الحلو إن الحرائق أدت إلى انفجار بعض الألغام على مدى الأيام الماضية لكن لم يقتل احد فيما فقد رجل إحدى ساقيه. وأضاف «قوات الأسد لن توقفنا. حتى لو يعني هذا التضحية بحياتنا فإننا سنستمر».