تطوع مواطن سعودي، ليكون «مراقباً مجهولاً»، إذ لاحق عبر شوارع مدينة رأس تنورة، سيارة مُخصصة لنقل النفايات من المنازل. فيما كانت تقل عاملين آسيويين في صندوقها الخلفي، ومعهما أكياس تحوي حلوى تُعرف شعبياً ب «شعر البنات»، لبيعها على الأطفال بالقرب من الإشارات الضوئية، وفي كورنيش مدينة رأس تنورة، أيام الخميس والجمعة، إذ يشهد الكورنيش كثافة من المرتادين. ووضع المواطن، الذي لم يُعرف اسمه، المقطع المُصور للعمال، على موقع «يوتيوب»، ليكشف واحدة من «التجاوزات» التي يقوم بها هؤلاء المقيمون، الذين يعملون في شركة متعاقدة مع بلدية رأس تنورة، والتي يفترض أن تتصدى لمثل هذه الممارسات، «لحماية المستهلكين، من تناول أغذية تُعد أو تُنقل في ظروف تفتقد إلى الاشتراطات الصحية»، وهي مصطلحات تتردد في شكل دائم، في البيانات الصحافية التي تصدرها أمانة المنطقة الشرقية. وقامت «الحياة» بالاتصال في المدير العام للعلاقات العامة الناطق الإعلامي في أمانة الشرقية محمد الصفيان، للتعليق على المقطع، إلا أنه لم يرد على هاتفه. فيما يؤكد أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، في تصريحات متكررة، على ضرورة «محاصرة الباعة الجائلين، ومنعهم من مزاولة نشاطهم عند الإشارات الضوئية والمساجد، وإيقاع العقوبات عليهم، استناداً إلى لائحة العقوبات البلدية»، وهي عبارات تلازم البيانات الصحافية التي تصدرها الأمانة، بعد كل عملية ضبط تنفذها لعمال جائلين. واعتبر محمد القحطاني، من أهالي الدمام، أن المقطع الذي تم تداوله، «دليل على إهمال البلدية». وقال: «لاحظت غير مرة، وجود عمال يقومون ببيع حلوى شعر البنات، والمياه، والزهور على مرتادي بعض الطرق في الدمام، مثل طريق الأمير محمد بن فهد. ولم أر من يمنعهم من ذلك، على رغم مخالفته للأنظمة البلدية»، مبيناً أنه كان يعتقد أن نشاطهم «يقتصر على حاضرة الدمام، لأفاجأ بأن ظاهرة البيع في الإشارات الضوئية تشمل كل محافظات الشرقية». وعدَّ القحطاني، المقطع، «رداً» على تصريحات أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، المطالبة بمنع الباعة الجائلين. وقال: «إن التصريحات الرنانة التي يرددها بعض المسؤولين، تحتاج إلى تطبيق عملي على أرض الواقع، وليس من خلال وسائل الإعلام فقط»، لافتاً إلى أن المقطع «دليل على تفاعل المجتمع، الذي لا يملك صلاحيات التنفيذ». وأضاف أن «أمانة الشرقية تؤكد على الإصحاح البيئي، إلا أن المقطع يظهر خلاف ذلك. ويثبت المثل الشعبي «باب النجار مخلوع». ويسعى ناصر العبيد، للتصدي للعمال الذين يقومون ببيع مواد غذائية «مجهولة المصدر»، من خلال اتصالاته المتكررة على الرقم «940» الذي خصصته الأمانة لتلقي البلاغات. إلا أن جميع اتصالاته «لا يتم الرد عليها» بحسب قوله، مضيفاً «حاولت أكثر من مرة، الاتصال على الرقم، من دون جدوى». ويشبه العبيد، حلوى «شعر البنات»، التي يبيعها العمال على الأطفال ب «السم»، لافتاً إلى أنها «مجهولة المصدر، إضافة إلى تعرضها إلى درجات حرارة عالية، تجعل الأكياس التي تحويها كالبالون». وأبدى رفضه المتكرر لطلبات أطفاله شراء هذه الحلوى، مستدركاً «أنه في حال تنقل الأطفال مع السائق، يقومون بشراء الحلوى، لعدم معرفتهم بالمخاطر التي قد تنتج عن تناولها»، ويبلغ سعر الكيس الواحد ريالين. وأشار إلى المضبوطات التي أعلنت عنها أمانة الشرقية، من خلال الحملات البيئية والصحية التي ينفذها مراقبوها مثمناً ذلك. إلا أنه طالب بتكثيف تلك الحملات «لضمان سلامة المواطنين والمقيمين».