في تصريح خاص لصحيفة «الحياة» يوم الثلثاء 29 أيار (مايو) تكرم القاضي محمد الدحيم بالتعليق على الطلاق وأشكاله وأفاد - كما جاء في الخبر - بأن معظم الطلاق يقع خارج المحاكم، وأن الرجال يلجؤون إلى المحكمة فقط، لإثبات الطلاق وتوثيقه، وأن المحاكم غير ملزَمة بإبلاغ الزوجات المطلقات. وأفاد بأن المحاكم لا تسلِّم صك الطلاق للزوج، بل تنتظر حضور الزوجة، ولا أعلم كيف ستحضر الزوجة لتسلم صك يخصها، وهي لم تعلم، ولا سيما إذا كان الزوج أخفى عنها موضوع طلاقه لغرضٍ ما في نفسه. وعليه، فإننا ما زلنا داخل النفق المزعج والمقلق والمؤلم والمخيف؛ لأن أولويات المرأة ليست في تسلم نفقة سنة ولا مؤخر صداقها فقط، على رغم أنها كلها من حقوقها، ولكن أولويتها أن تعلم وضعها الشرعي؛ لكيلا تبقى مع رجل لا يحل لها العيش معه، وما يأتي بعد ذلك من تبعات إذا كان الرجل لا يخشى الله (فقد تحمل منه وقد تستمر في إعطاء رواتبها له، وقد تتورط في كفالته، وقد تتنازل له عن ممتلكاتها، وقد تترك وظيفتها) وغيرها من التصرفات التي قد تقوم بها أي امرأة متزوجة تعتقد بأنها تعيش مع رجل تحت ميثاق غليظ. في آخر التصريح ذكر القاضي الدحيم أن من الأفضل أن تحضر الزوجة، لأنها أحد طرفي العقد، وهذه هي أهم جملة قرأتها في التصريح، فمجرد وجود بعض الحالات تعني أننا أمام مشكلة أخلاقية شرعية اجتماعية وحقوقية في المقام الأول. وليس كما ذكر أحد الشيوخ في أحد البرامج قبل أشهر عدة بأن الرجل يستطيع أن يطلق زوجته ولا يشترط عليه أن يعلمها! هذا التصريح الخطير أثار استغرابي وسخطي، لأن كثيراً من الرجال يعتنقونه ويعتقدون بصحته، على رغم أنه يثير تساؤلات كثيرة، أهمها: هل الطلاق يخص الرجل فقط؟ هل المرأة رداء عندما أراد أن يحصل عليه ذهب وتجمل وأحضر أسرته وقدم الهدايا والمهر وأقام الليالي الملاح؛ ابتهاجاً بهذه الشراكة وبهذا العقد، وحينما كرهه خلعه ببساطة وألقاه على أقرب مقعد، وكأنّ الزوجة جماد وليس بشراً، ويجب أن تعلم بوضعها الجديد للتصرف على هذا النحو، كحق من حقوقها الإنسانية؟ هل هناك غدر شرعي وغدر غير شرعي؟ أليس من حسن الخلق أن يفترق الشريكان باحترام ورقي، كما بدأت علاقتهما؟ إذا نحِّينا الأخلاق جانباً.. أو ليس من المهم الإسراع في سن قانون يُلزم الزوج بإخبار زوجته مع فرض عقوبات رادعة؟ وحتى يحدث هذا.. أليس من الواجب أن تُستَحدث في المحاكم آلية لتبليغ الزوجة فور تقدم الزوج، ولا سيما ونحن في 2012 زمن الرسائل النصية والاتصالات السهلة؟ لماذا تضطر الزوجات المطلقات غيابياً إلى أن ترفع قضايا للضرر، ونحن بإمكاننا أن نعلمهن بأسرع الوسائل؟ [email protected] s_almashhady@