أ ف ب، رويترز - أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن بلاده ستقبل انتقال السلطة في سورية على غرار النموذج اليمني اذا قرر الشعب السوري ذلك، فيما جددت روسيا والصين رفضهما التدخل الاجنبي في سورية، كما أعلنت «منظمة شنغهاي للتعاون» معارضتها استخدام القوة في سورية وإيران. ونقلت «وكالة انترفاكس» الروسية للأنباء عن بوغدانوف، أن مصير الرئيس السوري «ليس أمراً يتعلق بنا» بل أمر يرجع للسوريين أنفسهم، مؤكداً موقفاً تعبر عنه موسكو منذ فترة طويلة، وأضاف أن «تنفيذ ما يسمى سيناريو اليمن لحل الصراع في سورية، لن يكون ممكناً إلا إذا وافق عليه السوريون أنفسهم». وأضاف ان «اليمنيين ناقشوا سيناريو اليمن بأنفسهم. اذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده». وتابع إن مصير الأسد ليس في يد روسيا. وأضاف: «هذا ليس سؤالاً بالنسبة لنا، بل هو سؤال للقوى السياسية والمجتمع السوريين». يذكر ان مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية الأميركية يتولى الملف السوري هو فريد هوف وصل الى موسكو أمس، وأحجمت وزارة الخارجية الروسية والسفارة الأميركية بموسكو عن التعقيب على الزيارة. ورغم محاولات الغرب الحثيثة الهادفة لتغيير موقف روسيا بشأن الأزمة السورية تبقى موسكو على موقفها المتشدد حيال معارضي النظام وتغييره بالقوة، مع ان بعض التصريحات التي صدرت عن مسؤولين قد تكون أوحت ضمناً بأنها أصبحت أقل تمسكاً ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وآخر هذه المواقف تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في بكين، حيث حذر من عواقب تدخل عسكري اجنبي في سورية، معتبراً «أنه أمر خطير جداً، ويمكن ان يقود المنطقة إلى كارثة». وكررت الصين أمس، على لسان نائب وزير خارجيتها تشينغ كيو بينغ، معارضتها التدخل الاجنبي في سورية وجهود «تغيير النظام». وقال بينغ في مؤتمر صحافي «المسألة السورية يجب ان تحل استناداً الى خطة المبعوث (كوفي) انان المكونة من ست نقاط داخل إطار الأممالمتحدة.» وأضاف: «لا يمكن أن تقول إنه لأنك لا تحب نظام دولة ما تفكر في طرق لإسقاط حكومته». ووجه تشينغ دعوة لكل الأطراف في سورية بوقف العنف. وجاءت تصريحاته بعد اختتام قمة «مجموعة شنغهاي للتعاون» التي تضم 6 دول دعوا فيها الى الحوار لمعالجة العنف في سورية، مؤكدة معارضتها لاستخدام القوة سواء ضد ايران او ضد سورية. وقال بيان مشترك اصدره زعماء المنظمة، التي تلعب فيها الصين وروسيا دوراً مهيمناً، إن «الدول الاعضاء تعارض اي تدخل عسكري او فرض تغيير للنظام بالقوة او عقوبات من طرف واحد» في الشرق الاوسط قبل ان تشير صراحة الى سورية. وبذلك يكون قادة روسيا والصين وأربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان واوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان، اكدوا على التصريحات التي صدرت الاربعاء عن موسكووبكين عند افتتاح القمة. وشددت المنظمة تحديداً بشان سورية في بيانها الختامي على «ضرورة وقف كل انواع العنف اياً كان مصدرها» داعية الى «حل سلمي للمسألة السورية من خلال الحوار السياسي». إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصينية الخميس أنها بحاجة إلى المزيد من المعلومات لتحديد موقف من اقتراح المبعوث الدولي كوفي أنان تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سورية تضم إلى الدول الغربية الكبرى كلاً من روسيا والصين وإيران أيضاً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين خلال مؤتمره الصحافي اليومي أنه «في ما يتعلق بمجموعة الاتصال (...) نحن بحاجة إلى المزيد من المعلومات». وأضاف ليو إن كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن يجب أن «تدرس وتسمع الاقتراحات ووجهات النظر المحددة للمبعوث الدولي كوفي أنان». وتابع أن «بعض النقاط ليست واضحة»، مشيراً إلى أن الصين تأمل أن تسمح الاقتراحات الجديدة لخطة أنان بالمضي قدماً نحو تنفيذ وقف إطلاق النار و «توفير الظروف الملائمة للتوصل لحل سلمي للأزمة السورية». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا الأربعاء إثر محادثات مع المسؤولين الصينيين إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول سورية يضم الأطراف و «الدول التي تمارس نفوذاً فعلياً على مختلف مجموعات المعارضة» السورية مثل تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وأوضح لافروف أن الهدف من هذا المؤتمر هو أن «يتفق الأطراف الخارجيون، من دون سورية في بادئ الأمر، على اتباع خطة أنان بصدق ومن دون التباس»، مؤكداً أن «ما يسمى بمؤتمري أصدقاء سورية» قاما فقط «بدعم المجلس الوطني السوري (الذي يضم غالبية أطياف المعارضة) ومطالبه الراديكالية». ولم تشارك روسيا والصين، اللتان استخدمتا مرتين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة أي تدبير قسري ضد النظام السوري، حتى الآن في «مجموعة أصدقاء الشعب السوري».