موسكو، بكين -»الحياة»، أ ف ب - دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إعطاء خطة المبعوث الأممي العربي للأزمة السورية كوفي أنان «وقتاً كافياً» بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح أمس في سورية، وحض الدول العربية والغربية إلى عدم تشجيع المعارضة وجدد تأييد بلاده إرسال مراقبين دوليين بأسرع ما يمكن إلى سورية. وقال لافروف أمام وسائل إعلام روسية إن «الهدف هو أن تشارك كافة الأطراف في سورية في المفاوضات. (الرئيس السوري بشار) الأسد يقول إنه مستعد ويمكننا القول على الأقل إن أحداً لم يتحقق من هذا التصريح»، في إشارة إلى تفضيل موسكو اختبار نوايا الرئيس السوري في ما يتعلق بحوار مع المعارضة وإجراء إصلاحات سياسية شاملة. وأضاف لافروف الذي أدلى بتصريحه قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 03,00 تغ صباح أمس: «نقترح أن يتم التحقق (من هذه النية) وإقناع المعارضة بالقيام بالمثل». وتابع لافروف: «لا أستبعد حصول استفزازات لهذا فان نشر مراقبين على الأرض في غاية الأهمية»، داعياً إلى إرسالهم «بأسرع وقت». وأشار إلى أنه بحث مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، مسألة «هيكلية وعدد» المراقبين المطلوب إرسالهم إلى سورية. وشدد على أنه من الضروري في الوقت الحالي التركيز لتأمين خطة التسوية في سورية، التي وضعها أنان تحسباً «لفشلها وأن يتم التقيد بوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف... وهذه أولوياتنا». وأشار الوزير الروسي في تصريحات نقلتها وكالة «ايتار تاس» الروسية إلى أن موسكو لا تريد «الانطلاق من أسوأ السيناريوات، لأن وزير الخارجية السوري زار يوم الثلثاء موسكو... وبحسب المحادثات فان الجانب السوري قام بخطوات إيجابية بما فيه الكفاية وأرسل بلاغاً إلى كوفي أنان مفاده أنه موافق على وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة صباحاً بتوقيت دمشق يوم 12 نيسان (أبريل)». وفي ما يتعلق بتصريحات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية والتي حملت من خلالها روسيا مسؤولية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم، قال لافروف: «إنها تصريحات انفعالية. نحن ننظر إليها بهدوء. وما أهمية من يساعد من في البقاء بالسلطة؟ فلو بدأت بتعداد الأنظمة المحسوبة على الولاياتالمتحدة... سنظل في مكاننا ولن نتحرك للأمام وهذا ليس منهجنا». وأكد لافروف أن «الأسد في السلطة ليس لأن روسيا والصين تريدان هذا، بل لأنه يمثل مجموعة كبيرة من الشعب السوري. وبحسب بعض المعطيات، فأنها أكثر من نصف عدد السكان. لذلك فعندما يقال أن تياراً معارضاً ما هو الممثل الشرعي للشعب السوري فأن في هذا مبالغة». واعتبر الوزير الروسي أن «المهمة تكمن في مطالبة جميع السوريين الجلوس حول طاولة المحادثات... الأسد يؤكد لنا استعداده لهذا. ولم يتحقق أحد من تصريحاته... نحن نعرض التحقق وإقناع المعارضة القيام بذلك». وأشار لافروف إلى أن روسيا تحاول التأثير في المعارضة وتلتقي مع «ممثلي المعارضة الداخلية والخارجية»، مضيفاً: «أنه من الواضح أيضاً أن بعض شركائنا على الساحة الدولية يقولون للمعارضة أموراً مغايرة، ويدفعونها للعناد». واعتبر الوزير أن هذا شيء «غير صحيح ويتناقض مع جميع البيانات التي تصدر لتسوية الأزمة ووقف العنف والانتقال إلى الحوار». وتابع: «سمعنا من جانب بعض العواصمالغربية والعربية تصريحات مفادها أن خطة أنان فشلت قبل اقتراحها حتى. وتثبت هذه التصريحات بأن هناك أشخاصاً لا يريدون نجاح مهمة أنان». إلى ذلك، رحبت وزارة الخارجية الصينية بدورها بقرار الحكومة السورية الالتزام ب «وقف إطلاق نار شامل» وسحب قواتها من المدن. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين في بيان «هذا القرار سيساعد على الحد من التوتر في سورية ويشكل خطوة مهمة نحو التوصل إلى حل سياسي للأزمة». وأضاف ليو ان «الصين تدعو في الوقت نفسه المعارضة إلى احترام الوقف الفوري لإطلاق النار».