دمشق، لندن – «الحياة»، رويترز - أصدر الرئيس السوري بشار الاسد امس مرسوماً قضى بتكليف الدكتور رياض حجاب بتشكيل حكومة جديدة، ذلك خلفاً لحكومة عادل سفر التي اصبحت حكومة تصريف اعمال منذ صدور مرسوم اعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) التي أجريت يومي 7 و8 أيار (مايو) الماضي وفق الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء وأصبح نافذاً اعتباراً من 27 شباط (فبراير) الماضي. وتسلم الدكتور حجاب (46 سنة) منصب وزير الزراعة في حكومة سفر التي تشكلت في نيسان (أبريل) الماضي. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان حجاب من مواليد محافظة دير الزور في شمال شرقي سورية، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية. وشغل حجاب منصب أمين فرع حزب «البعث» في دير الزور بين 2004 و2008 ومحافظاً للقنيطرة من 2008 حتى شباط (فبراير) العام الماضي عندما عين محافظاً للاذقية الى حين تعيينه وزيراً للزراعة خلفاً لسفر الذي شكل الحكومة السابقة. وكان الرئيس الأسد قال في خطاب ألقاه الاحد الماضي في مجلس الشعب ان المسار السياسي في سورية «يكتمل طبعاً بموضوع الحكومة. لكنني تحدثت في الخطاب الماضي عن الحكومة، فالدستور الحالي يقر باستقالة الحكومة بعد انتخابات مجلس الشعب. وقريباً سنكون أمام حكومة جديدة تأخذ في الاعتبار القوى السياسية الجديدة. وفي شكل خاص تأخذ في الاعتبار طبعاً التوازن الجديد في مجلس الشعب». وانتقد الناشط المعارض نجاتي طيارة تعيين حجاب رئيساً للحكومة السورية الجديدة معتبراً ان الأسد يتجاهل بهذه الخطوة مطالب التغيير. وقال طيارة «كنا نتوقع ان يلعب الاسد معنا ويعين مستقلاً نوعاً ما. لكنه اختار بعثياً متشدداً. وعلى اي حال فان مجلس الوزراء لطالما كان للعرض فقط، والآن اصبح اكثر من ذلك لأن الجهاز الامني مسيطر تماماً». واعتبرت (أ ف ب) وزارة الخارجية الفرنسية تكليف حجاب تشكيل حكومة سورية جديدة «هروباً جديداً الى الأمام ومهزلة». وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في مؤتمر صحافي ان «بشار الاسد ما زال يصم بإصرار أذنيه عن سماع مطالب شعبه» وأن قراره الاخير «لا يلبي تطلعات السوريين والمجموعة الدولية». وأضاف: «ثمة وضع ملح يقضي بأن يوقف النظام قتل شعبه ويتعهد تطبيق خطة كوفي انان».