«الحياة»، أ ف ب - أعلنت دمشق امس ان عدداً من الديبلوماسيين وثمانية سفراء بينهم سفراء اميركا وبريطانيا وفرنسا وتركيا «اشخاص غير مرغوب بهم» في الاراضي السورية ذلك انطلاقاً من مبدأ «مبدأ المعاملة بالمثل»، وأكدت سعيها لانجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان. وأعلن مصدر مسؤول في بيان صادر من وزارة الخارجية والمغتربين السورية، تسلم مكتب صحيفة «الحياة» نسخة منه، ان بعض الدول قام في الفترة الاخيرة ب «إبلاغ رؤساء بعثاتنا الديبلوماسية وأعضاء من سفاراتنا بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم. وبالعمل بمبدأ المعاملة بالمثل، قررت سورية اتخاذ الإجراءات الفورية التالية» التي تشمل اعتبار عدد من السفراء والديبلوماسيين اشخاصاً غير مرغوب بهم. وشمل القرار سفراء اميركا روبرت فورد وبريطانيا سيمون كوليس وسويسرا مارتن أشباخر وفرنسا اريك شوفاليه والسكرتير الثاني في السفارة الفرنسية إيريك أميوت دانفييل، اضافة الى السفير الإيطالي أكيللي أميريو والإسباني خوليو ألبي ومستشاره خورخي دي لوكاس كاديناس وتركيا عمر اونهون و «كافة اعضاء السفارة التركية بدمشق من ديبلوماسيين وإداريين». وشمل قرار «غير المرغوب بهم» القائم بالأعمال البلجيكي أرنت كينيس والقائم بالأعمال البلغاري ديميتري ميخائيلوف وزميله السكرتير الثالث ستويل زلارسكي والملحق العسكري الألماني أوفه بريتشنايدر ومساعدوه كارسن هارفيفيه ومايك مينو وجورج ميخائيل غروبمان، اضافة الى القائم بأعمال السفارة الكندية و «كافة اعضاء السفارة الكندية من ديبلوماسيين وإداريين». وأضاف البيان ان سورية «ما زالت تؤمن بأهمية الحوار القائم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل بين الدول، وأن الديبلوماسية هي أداة ضرورية للتواصل بين الدول لحل النزاعات والمشاكل المعلقة»، معربة عن «الأمل بأن تؤمن تلك الدول التي بادرت لهذه الخطوة إلى تبني ذات المبادئ مما يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين مجدداً». يذكر ان عدداً من الديبلوماسيين المشمولين بالقرار كالسفيرين الأميركي والبريطاني غير موجودين في دمشق بسبب استدعائهم الى بلدانهم منذ فترة وكانت وزارة الخارجية السورية أبلغت الأربعاء الماضي القائمة بالأعمال في السفارة الهولندية بدمشق بمغادرة الأراضي السورية خلال 72 ساعة بعد طرد السفير السوري. الى ذلك، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ان قرار الحكومة السورية بطرد ديبلوماسيين غربيين وأتراك من دمشق سببه سياسة دولهم تجاه سورية وعبر عن رغبة دمشق في انجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان لحل الازمة في بلاده. وقال المقداد للصحافيين عقب لقائه رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود أمس ان قرار طرد الديبلوماسيين «يأتي في إطار الرد على القرارات التي اتخذتها هذه الدول. وهذه القطيعة لم تكن من الجانب السوري بل كانت من الجانب الآخر». وأضاف «انتظرنا كثيراً حتى يصحح الجانب الآخر سياساته ومواقفه ويقدم الدعم اللازم لمهمة كوفي أنان والمراقبين، ولكن نأسف لأننا اضطررنا لأخذ هذه الإجراءات لأن الآخرين لا يريدون لهذه البعثة ان تنجح ولا يريدون لسورية ان تعود الى الاستقرار والأمن الذي يسعى إليه كل الشعب السوري». من جهة أخرى، ذكر المقداد انه ناقش مع مود «العمل المشترك الذي علينا القيام به بعد عملية انتشار المراقبين الدوليين ال 300 والمكلفين التثبت من تطبيق وقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان (ابريل). وأضاف المقداد «علينا العمل لانجاح خطة انان وذلك تطبيقاً للاتفاق الأولي». وتابع «سنقوم بكل ما في وسعنا لحماية بعثة المراقبين»، لافتاً الى ان «حياة كل فرد في هذه البعثة غالية علينا وسنفعل كل ما في وسعنا في سبيل ذلك». ووصف مود، من جهته، اللقاء مع المسؤول السوري بأنه «مهني وجيد».