توسعت مستوطنة «بيت إيل» شرق رام الله في السنوات الأخيرة حتى باتت تطبق على أنفاس العاصمة الإدارية للسلطة والقرى والمخيمات المجاورة لها مثل بتين ودورا القرع والجلزون. وأينما يممت وجهك في أي من هذه المناطق، اصطدمت عيناك بأحيائها ذات المباني المكسوة بالقرميد الأحمر. وبينما تطلق السلطات الإسرائيلية أيدي سكان هذه المستوطنة في البناء والتوسع، فإنها تضع قيوداً شديدة على سكان التجمعات الفلسطينية. وقال رئيس مجلس قروي دورا القرع ل «الحياة» إن السلطات الإسرائيلية حصرت البناء في القرية في مساحة 800 دونم فقط من إجمالي مساحتها البالغة 5600 دونم. وأضاف: «لهذا السبب ترى المستوطنة تتوسع بينما القرية تتوقف عن النمو لأن من يريد البناء لا يجد أرضاً يسمح له البناء فيها، وعندما يبني من دون إذن تأتي السلطات وتهدم له بيته». وقال إن السلطات صادرت 1800 دونم من قريته لبناء وتوسيع المستوطنة، ناهيك عن المساحات الأخرى التي صادرتها لهذا الغرض من القرى المجاورة. وعمدت إسرائيل على نشر مستوطناتها في الضفة الغربية على نحو يجعل إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمراً غير قابل للتطبيق. فجميع المستوطنات مقامة على أبواب المدن الكبرى وبين التجمعات السكانية لتفصلها عن بعضها البعض. ولا تبعد مباني مستوطنة «بيت إيل» عن بيت الرئيس محمود عباس في مدينة البيرة قرب رام الله سوى أكثر من 2 كلم. وقال الدكتور محمد إشتية عضو الوفد الفلسطيني المفاوض ل «الحياة»: «المستوطنات الإسرائيلية قضت على حل الدولتين». وأضاف: «لكن انهيار حل الدولتين لا يعني أننا أمام حل الدولة الواحدة، وإنما أمام نظام فصل عنصري شبيه بنظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا». وأضاف: «اليوم بعد 45 عاماً من الاحتلال بات المشهد على النحو الآتي: القدس محاطة بالجدار ومعزولة تماماً عن باقي الأراضي المحتلة ومليئة بالمستوطنين. الخليل مقسمة إلى قسمين قسم تنمو فيه التجمعات الاستيطانية. الأغوار التي تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة مغلقة أمام الفلسطينيين. قطاع غزة محاصر، والضفة الغربية مقسمة إلى مناطق «أ» و «ب» و «ج». إسرائيل تسيطر على المياه وعلى السماء وعلى الأرض». وأضاف: «انتهى حل الدولتين وإسرائيل تعمل على تقسيم الضفة الغربية إلى دولتين واحدة للمستوطنين والثانية للفلسطينيين». وأحيا الفلسطينيون أمس ذكرى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة التي تشكل 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية بالمسيرات والتظاهرات والندوات الثقافية عن الاحتلال وآثاره ومخططاته. وحذر الرئيس محمود عباس إسرائيل من «نفاد الوقت» في ظل التطورات المتلاحقة والمتسارعة التي تشهدها المنطقة. وقال عباس في كلمة له أمام «المنتدى الاقتصادي العالمي» المنعقد في العاصمة التركية إسطنبول: «نتوجه لجيراننا الإسرائيليين بالقول، إننا طلاب سلام وعدل وحرية، وقد قدم شعبنا تضحية كبيرة حينما قبل بإقامة دولته على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية، فلا تديروا ظهوركم لهذه الفرصة المتاحة اليوم، والتي قد لا تبقى متوافرة لزمن طويل». وأضاف: «علينا أن نصنع السلام العادل والشامل، الذي يضمن مستقبلاً أفضل لمنطقتنا وأجيالنا المقبلة ويجنب أطفالنا وأطفالكم مغبة العودة إلى مربعات العنف ودوامة الصراع». وطالب الرئيس المجتمع الدولي، ولا سيما الولاياتالمتحدة الأميركية وباقي الأعضاء الكبار في مجلس الأمن، بإقناع حكومة إسرائيل وحملها على وقف الاستيطان، للخروج من حالة الجمود، وانسداد الأفق السياسي. وقال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض عقب الجلسة الأسبوعية للحكومة في رام الله: «شعبنا مصمم، بعد مرور 45 عاماً على الاحتلال، على التمسك بحقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه في العودة، وتقرير المصير، والخلاص من الاحتلال وطغيانه، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشريف». فلسطينية ترشق جنوداً إسرائيليين. (ا ف ب)