قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس إن مواصلة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية رهن بقرار الأخيرة، مضيفاً أثناء جولة له في مدينة اللد إن «المهم الآن هو محاولة التقدم نحو اتفاق يمكن أن يضع حداً للنزاع بيننا، لكن السؤال اليوم يجب أن يوجَه إلى الفلسطينيين: لماذا تغادرون (طاولة) المفاوضات؟ يجب ألا تديروا ظهوركم للسلام، وعليكم مواصلة المفاوضات، لذا يجب توجيه السؤال للفلسطينيين وليس لنا». من جهته، اتهم نائبه زعيم حركة «شاس» الدينية ايلي يشاي الفلسطينيين ب «البحث عن ذرائع» للانسحاب من المفاوضات، وقال للإذاعة العامة إنه لا يفهم الفلسطينيين: «هل يعتقدون أننا سننسحب من القدس ومستوطناتها ومن سائر المستوطنات؟ هناك إجماع إسرائيلي على هذه المسألة (عدم الانسحاب من الكتل الاستيطانية الكبرى). إنهم فقط يتذرعون لمنع التقدم في المفاوضات». إلى ذلك، رفض مكتب رئيس الحكومة تأكيد الخبر الذي تصدر الصفحة الأولى من صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس وجاء فيه ان نتانياهو يشترط قبول اقتراح واشنطن بتمديد فترة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لشهرين إضافيين بأن يصادق الرئيس باراك اوباما مجدداً على «رسالة الضمانات» التي سلمها سلفه الرئيس جورج بوش لرئيس الحكومة الإسرائيلية السابق آرييل شارون عام 2004 وتضمنت دعم الولاياتالمتحدة لمطلب إسرائيل ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في محيط القدسالمحتلة وغرب الضفة إلى تخوم إسرائيل في إطار أي تسوية دائمة لحل الصراع. وقالت أوساط سياسية رفيعة المستوى للصحيفة ان نتانياهو يسعى الى الضغط على الأميركيين للحصول على التزام واضح «غير قابل للتأويل» في هذه المسألة على نحو يتيح له إقناع وزراء حكومته بقبول اقتراح تمديد تجميد البناء لشهرين إضافيين. وكان شارون حصل قبل عام من تنفيذ «فك الارتباط» عن قطاع غزة على تعهد خطي من بوش يقول إن الولاياتالمتحدة تدعم موقف إسرائيل القائل بأن التغييرات الديموغرافية التي نشأت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 «ستؤخذ في الاعتبار عندما يتم ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية»، وهو ما فهمته اسرائيل دعماً لموقفها المُطالب بضم الكتل الاستيطانية الكبرى إليها، بما في ذلك غور الأردن و«غوش عتسيون» و«آريئل – كدوميم» ومعاليه أدوميم» و«كريات أربع» و«بيت أيل»، مع نحو نصف مليون مستوطن. كما جاء في رسالة بوش أن الولاياتالمتحدة تنفي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل (أي ديارهم في مناطق العام 1948)، وأن عودتهم ستكون ممكنة فقط إلى حدود الدولة الفلسطينية (مناطق العام 1967). وتقول أوساط سياسية رفيعة المستوى أن إدارة اوباما تتنكر لهذه الالتزامات، خصوصاً في قضيتي الاستيطان واللاجئين، وأنها تؤيد الحل القائم على أساس حدود عام 1967، وأن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى يمكن أن يحصل في حال تم تعويض الفلسطينيين بأرض بديلة. كما يزعج إسرائيل أن اوباما «لم يعلن على الملأ» رفضه عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم (داخل إسرائيل). وتابعت الصحيفة أن رفض اوباما المصادقة على «رسالة بوش» يضع «رزمة الضمانات» التي قدمها أخيراً لإسرائيل في مقابل موافقتها على تمديد تجميد البناء (وشملت امتيازات استراتيجية متنوعة) موضع شك الإسرائيليين ويحول دون تأييد الوزراء المتشددين هذه الرزمة. كما تبدي إسرائيل عدم ارتياحها لنية الإدارة الأميركية الحالية منح الفلسطينيين أيضاً «رزمة ضمانات» موازية.