نيودلهي، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن مسؤولون اميركيون ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الذي بدأ امس زيارة لنيودلهي، سيشجع الهند على الاضطلاع ب «دور أكبر» في أفغانستان. وقال مسؤول دفاعي: «في السنوات العشر الأخيرة، ولأسباب لا تُحصى، لم تضطلع الهند بدور نشط في أفغانستان، ونشجعها على الاضطلاع بدور سياسي واقتصادي أكبر هناك». وتأتي زيارة الهند في اطار جولة في آسيا شملت فيتنام وسنغافورة حيث اعلن بانيتا خطط الولاياتالمتحدة لنقل غالبية سفنها الحربية الى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لمواجهة توسّع نفوذ الصين. وكانت الهند البلد الوحيد المذكور بالاسم بوصفه شريكاً حيوياً في خطة الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي كشفها الرئيس باراك اوباما في كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب موقعها الاستراتيجي بين شرق آسيا وغربها. ويقول مسؤولون اميركيون ان البلدين يتشاركان تقاليد ديموقراطية وقلقاً من الصين ومن تهديد المتشددين الإسلاميين في جنوب آسيا. وقال مسؤول دفاعي أميركي بارز: «استراتيجياً، نرى الهند بوصفها شريكاً، مع كثير من المصالح المشتركة». ومنذ العام 2000، عزّزت الولاياتالمتحدة باضطراد علاقاتها الدفاعية مع الهند، بما في ذلك زيادة بيعها أسلحة، اذ بلغت أكثر من 8.54 بليون دولار خلال السنوات ال11 الماضية. لكن نيودلهي رفضت في نيسان (ابريل) الماضي، عروضاً من شركات اميركية على عقد قيمته 12 بليون دولار، لتزويد الجيش الهندي مقاتلات، كما استاءت من قيود تصدير اميركية تحول دون امتلاكها أسلحة أميركية فائقة التطور. ويرجّح مسؤولون اميركيون أن يناقش بانيتا في زيارته التي تستغرق يومين، تعزيز علاقات الدفاع وجهود الحلف الأطلسي في افغانستان والنفوذ الاقتصادي والعسكري المتزايد للصين في آسيا. الصين في غضون ذلك، حذرت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وصحيفة «جيش التحرير» التي يصدرها الجيش الصيني، من عواقب خطط الولاياتالمتحدة لتعزيز وجودها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. واعتبرت صحيفة «الشعب» أن «الرأي السائد في آسيا والمحيط الهادئ، لا يعتقد بأن استراتيجية الولاياتالمتحدة للعودة الى المنطقة، لا تستهدف الصين. ذاك واضح يمكن للجميع رؤيته». وأضافت: «تنفي الولاياتالمتحدة شفوياً سعيها الى احتواء صعود الصين، لكنها تجعل من الصين هدفاً لها في شكل ثابت، مع إنشائها منظومة أمنية جديدة عبر آسيا والمحيط الهادئ». وزادت: «هذه الاستراتيجية حافلة بمتناقضات وستزيد بلا شك التعقيدات في الترتيبات الأمنية في آسيا والمحيط الهادئ، بل انها قد تحدث انقسامات». أما صحيفة «جيش التحرير» فنقلت عن هان شودونغ، وهو باحث في جامعة الدفاع الوطني في الصين، توقّعه «زيادة شدة التدخل الأميركي في شؤون آسيا والمحيط الهادئ»، بعد استكمال واشنطن تنفيذ خطتها في المنطقة. واعتبر أن ذلك «سيعزز قلقاً من أن الولاياتالمتحدة تستخدم هيمنتها العسكرية، للتدخل في سيادة دول المنطقة».