أ ف ب - ألهب الفنانان البريطانيان بول مكارتني وإلتون جون أجواء لندن أول من أمس، خلال حفلة ضخمة أمام قصر باكينغهام حضرها 250 ألف متفرج في اليوم الثالث من الاحتفالات باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، على رغم اصابة زوج الملكة الأمير فيليب بوعكة أدخل على أثرها المستشفى. وحضرت الملكة بفستان ذهبي اللون وسدادتبن في أذنيها لتخفيف الصوت، الحفلة التي استمرت ثلاث ساعات وتوالى على الغناء فيها أبرز فناني البوب والروك، ما دفع بأفراد العائلة الملكية الشباب الى الوقوف بحماسة مستمتعين بأنغام موسيقى البيتلز. وعلى المسرح الضخم الذي نُصب أمام قصر باكينغهام، وأمام مدّ بشري لوّح بالأعلام البريطانية، افتتح روبي وليامز الحفلة بمقدّمة كلامية ثم أدى أغنية «لت مي انترتاين يو» (دعوني أسليكم)، وغنّت أيضاً الأسترالية كايلي مينوغ، فيما أضفت فرقة «مادنس» لموسيقى «سكا» حماسة كبيرة على الأجواء مع أغنيتها الشهيرة «آور هاوس» من على سطح باكينغهام. وفي هذه الاثناء تحولت واجهة القصر الى شاشة عملاقة بثت عليها قلوب وبعد ذلك علم بريطانيا كبيراً ومتموجاً. وقال الأمير تشارلز الذي وقف إلى جانب والدته وقد بدا عليها التأثر: «اليوبيل الماسي هو حدث فريد وخاص (...) إننا نحتفي بحياة وعمل شخص مميز على مدى ستين سنة». وأضاف: «الشيء الوحيد المحزن هذا المساء هو عدم وجود والدي معنا لأنه مريض. لكن إذا صرخنا عالياً جداً قد يسمعنا وتتحسن حاله»، فيما ردّت الجموع التي قدّر عددها ب 250 ألف شخص بهتاف: «فيليب! فيليب!». وأدخل الأمير فيليب (90 سنة) المستشفى لإصابته بالتهاب في المثانة، قبل ساعات من موعد الحفلة، وأكدت مصادر قصر باكينغهام أن «الإجراء احترازي»، مضيفة أنه «سيبقى تحت المراقبة لأيام قليلة». وأضاف بيان باكينغهام: «شعر بخيبة كبيرة لأنه فوّت الحفلة الموسيقية، والمراسم المقررة في اليوم التالي». واعتبر نايجل هيينزورث، الذي نصب خيمة ليكون في الصفوف الأمامية لدى مرور الملكة في شوارع لندن في عربة مشكوفة، أمس، أن الأمير فيليب «هو تقريباً في أهمية الملكة... هو الصخرة التي تتكئ عليها». وسبق للدوق، المعروف بحيويته، أن أدخل المستشفى كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب شريان تاجي مسدود، ما حال دون مشاركته في الاحتفالات التقليدية بعيد الميلاد مع العائلة الملكية. وقبيل الحفلة الموسيقية قال إلتون جون عن الأمير فيليب مازحاً: «إنه يكره موسيقى البوب... ربما هذه حيلة منه!». وفي نهاية الحفلة الموسيقية اضاءت الملكة شعلة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار، وهي من بين 4200 مصباح ستشكل سلسلة من جزر تونغا الى مالطا، مروراً بكينيا حيث تبلغت إليزابيث وفاة والدها الملك جورج السادس العام 1952. واختتمت السهرة مع نشيد «حمى الله الملكة» الذي أدته الجموع المتحمسة، فضلاً عن عرض للألعاب النارية. وأقيم أمس قداس شكر في كاتدرائية القديس بولس في وسط لندن القديمة، تلته جولة في عربة تجرها جياد في شوارع المدينة، قبل أن تحيّي الملكة الجموع من شرفة القصر في ختام احتفالات استمرت أربعة أيام ونشرت البهجة في أنحاء بريطانيا.