تسلط الأضواء على الجزر «الإيرانية» الثلاث، وصارت هذه القضية جزءاً من المعادلات الإقليمية الشرق الأوسطية. لذا، يؤكد مسؤولو الجمهورية الإسلامية الحق الإيراني في هذه الجزر في القانون الدولي. إن زيارة المسؤولين الإيرانيين هذه الجزر مشروعة. وحري بطهران إدراك أن تمسك بعض الدول العربية بهذه الورقة يرمي إلى تشكيل جبهة معادية لإيران، وجرها إلى أزمة جديدة لتشتيت انتباه طهران في قضايا هامشية ومحاولة تقويض دورها في المنطقة. ونجحت إيران في الأعوام السابقة في بسط نفوذها في الشرق الأوسط، في دول مثل لبنان وسورية وفلسطين والعراق وأفغانستان، والنجاح هذا أثار الرعب في قلوب عدد من الدول العربية التي تسعى إلى افتعال أزمات جديدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحصول علي امتيازات جديدة منها. وأفضل نتيجة للتحرك المعادي هذا هو إهمال الدول الغربية تلك المزاعم، خلال المفاوضات بين مجموعة خمسة زائد واحداً وطهران. تنظر دول عربية بعين الامتعاض إلى نجاح المفاوضات الإيرانية – الغربية، وتحسِب أن أي اتفاق بين الجانبين يغيّر سياسة الغرب في المنطقة. لذا، تسعي إلى إثارة قضايا هامشية لتعكير أجواء هذه المفاوضات، إثر الثورات في عدد من الدول العربية، التي أعادت خلط الأوراق في العالم العربي وقوّضت مصالح دول الخليج. وتحاول هذه الدول من طريق الإعلام المضلل التأثير في الرأي العام العربي وجعل قضية الجزر قضية العالم العربي المركزية. ولن تكلل المساعي العربية بالنجاح، لكن بعض التصرفات الإيرانية يمنح الدول العربية أوراقاً تتوسلها في بلوغ أهدافها. ويستحسن أن يتجنب المسؤولون الإيرانيون خطوات تثير الحساسيات والعواطف، وأن يسعوا إلى إخماد قضية الجزر. فالهدوء يساهم في انصراف الديبلوماسية الإيرانية إلى القضايا الكبيرة، وقضية الجزر مضمونة، ولا تحتاج إلي خطوات قد تكلّف إيران أثماناً أكبر هي في غني عنها. * معلّق، عن «ارمان « الإيرانية، 2/6/2012، اعداد محمد صالح صدقيان