شهدت شوارع مكةالمكرمة مطاردة «ماراثونية»، إثر هروب مريض نفسي من مستشفى حكومي بعد ضربه طبيبَه وهجومه على أحد عناصر الحراسات الأمنية، والتي انتقلت من شارع إلى آخر قبل أن تتدخل الجهات الأمنية وتستوقف المريض «الثائر»، وهو ما تسبب في بزوغ بوادر أزمة بين أوساط اجتماعية اتهمت الأطباء النفسيين بالتقصير تجاه مرضاهم، الذين تحول بعضهم خطراً يحدق بأفراد المجتمع، ولا سيما بعد أن سجلت ملفات الأجهزة الأمنية عدة قضايا قتل لعب مرضى نفسيين أدوار بطولته. وفي غضون أسابيع قليلة ماضية، سجلت شرطة العاصمة المقدسة جملة من قضايا القتل بدأت بقتل مريض نفسي لأكاديمية سعودية، تلتها واقعة أخرى اقتحم خلالها مريض نفسي مدرسة حاملاً سلاحاً نارياً أفرغه في صدر مدرس أمام تلاميذه، ثم اعتمد مريض نفسي ثالث أسلوباً «هووليودياً» إذ حمل «كلاشينكوف» وهجم على مستشفى حكومي ليقتل ممرضاً سعودياً إبان تأديته مهام عمله. (راجع ص 5) وأخيراً نحر مريض نفسي أبناءه الثلاثة بطريقة وحشية في الطائف. ولعل القاسم المشترك في هذه الجرائم يكمن في الجناة كانوا يعانون مشكلات نفسية عولجوا منها قبل أن يستحيلوا إلى سفاحين نفذوا جرائم هزت الأوساط الاجتماعية في السعودية. وفند الأطباء النفسيون ادعاءات تقصيرهم وألقوا باللائمة على المجتمع ووسائل الإعلام التي اتهموها بتضخيم الأمر، رافضين تحمل الوزر وحدهم، متعللين بعدم تعاون أسر المرضى النفسيين وإهمال أبنائهم ورفض تسلمهم بعد علاجهم، «وهو ما أدى إلى شح الطاقة الاستيعابية داخل أقسام ومستشفيات الطب النفسي».