تسبب موقع جامعة الملك سعود في الرياض، في إحراج عدد من خريجات الجامعة، بعد أن قام أحد منسوبيها بنشر إيميلات شخصية لبعض خريجات الفصل الدراسي الأول في كلية العلوم، ما ساهم في انتشار هذه الإيميلات بين الكثير من الشبان. وسارع الكثير منهم إلى إضافتهن إلى برنامج «الماسنجر»، ومحاولة التواصل معهن. فيما أكدت خريجات ل»الحياة» تعرضهن لمحاولات «ابتزاز لدوافع مادية». ويعتزم عدد من الفتيات رفع دعوى قضائية ضد الجامعة، خصوصاً أن العلاقة التي تربط الطالبات في الجامعة قد انتهت، فور تخرجهن واستلامهن وثائق التخرج، إضافة إلى أن «الإيميل» كان وسيلة للتواصل الأكاديمي بين الجامعة والطالبة أثناء الدراسة فقط. وفيما اعتبرت الطالبات تسريب الإيميلات «انتهاكاً صارخاً لأبسط مقومات أمن المعلومات على شبكة الإنترنت»، أكدت إدارة الجامعة على لسان مدير البوابة الإلكترونية فيها المهندس عصام الوقيت، «إزالة هذا الصفحة من موقع الجامعة رسمياً، بعد درس ما حدث قانونياً من جانب الجهة المختصة». وفيما تحتفل جامعة الملك سعود ب»الإنجاز العلمي»، الذي حققه أحد أكاديميها في مجال أمن المعلومات، والمتمثل في حصول عضو هيئة التدريس فيها الدكتور خالد الغثبر، على براءة اختراع من مكتب «براءات الاختراع الأميركي» في مجال أمن المعلومات، بعد أن قدم «تطبيق سياسات أمن المعلومات في أدوات التطوير البرمجية». وقعت الجامعة التي تعتبر أقدم الجامعات السعودية، في «ثغرة أمنية كبيرة»، تمثلت في نشر معلومات خاصة من دون إذن أصحابها، وهو ما تسبب في «استهجان كبير» من جانب الفتيات وذويهن. وتردد أن الجامعة كانت بصدد «تدشين موقع إلكتروني للخريجات، مصنفاً بحسب الكليات الموجودة فيها»، كما جاء في محضر اجتماع خاص بكلية العلوم، الذي تزامن وجوده على الصفحة ذاتها التي حوت إيميلات الطالبات على موقع الجامعة. وتفاجأت سكينة علي، إحدى الخريجات اللاتي تم نشر إيميلاتهن على موقع الجامعة، بوجود سبع إضافات جديدة في يوم واحد، على برنامج «الماسنجر». وقالت ل»الحياة»: «على رغم محافظتي على خصوصية هذا البريد، إلا أنني قبلت إحدى هذه الإضافات، واتضح لي لاحقاً أن طالب الاستضافة شاب من إحدى المناطق النائية في المملكة، وفور محادثتي معه اتضح بأنه يعرف اسمي الكامل، وبياناتي الشخصية، وسنة تخرجي وتخصصي الجامعي، ما أثار رعباً كبيراً في نفسي. كما ادعى انه يعرف أرقامي الشخصية ومعلومات أخرى عني. إلا انه اخبرني في نهاية الأمر بأنه حصل على الإيميل من خلال موقع جامعة الملك سعود. وحاول استفزازي لإعطائه رقم «الموبايل» إلا أنني لم أمكنه من ذلك». ولم يقتصر التسريب على سكينة، إذ طال مئات من زميلاتها. وتضيف «اتصلتُ بإحدى زميلاتي، لإخبارها بهذا الأمر، فتبين أنها تعرضت لما عانيت منه، من طريق شبان حاولوا استفزازها بالأسلوب ذاته، بل أن بعضهم حاول ابتزازنا بطريقة مشينة، من خلال طلب رصيد لبطاقات شحن للموبايل، وإلا سيقومون بنشر معلوماتنا في مواقع ومنتديات إلكترونية أخرى». وتعتزم سكينة وزميلاتها «رفع شكوى رسمية إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، خصوصاً إن إدارة الجامعة لم تقم بإزالة الصفحة من موقعها الإلكتروني حتى الآن، ما سبب انتهاكاً لأبسط مقومات خصوصيتنا»، مضيفة «قمنا بمراسلة مسؤول تقنية المعلومات في الجامعة، عبر البوابة الإلكترونية، فور معرفتنا بما حدث، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً في هذا الموضوع إلى الآن، لذا سنطالب برد اعتبار».