طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي أمس، أن الثورة التي قادها الإمام الخميني فتحت «صفحة جديدة في تاريخ البلاد»، لكنه حذر من «فشل وسقوط»، اذا اعترى مسيرتها «توقف أو غرور». ورأى أن «الإمام الخميني كان أباً للشعب الإيراني والحركة الاسلامية المعاصرة في العالم الاسلامي». وقال خلال خطاب في ضريح الإمام الخميني، لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لوفاته: «كان الشعب الايراني في تقهقر مستمر، قبل ثورة الإمام الخميني، ولم يكن له أي تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكانت ايران تعاني هواناً وذلاً من أنظمة الحكم السابقة، بمعاهداتها واتفاقاتها المذلة مع الدول الاستعمارية. لكن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني غيّرت المسار، وسجّلت صفحة جديدة في تاريخ البلاد ومنحت الشعب العزة». وزاد: «الإمام الخميني حدّد لنا الطريق، وعلينا التقدّم في اتجاهه. والشعب الايراني انتصر على جميع التحديات، وأصبح أكثر قوة وتأثيراًً من المرحلة الاولى للثورة، كما ترك بصماته على الأوضاع العالمية». وشدد خامنئي على أن «الشعب الإيراني أثبت بأن تحقيقَ تقدمٍ ممكنٌ من خلال الاعتماد على الذات، لا على المساعدات الأميركية»، مضيفاً: «إيران حطمت الأرقام القياسية، لكنها ستواجه فشلاً وسقوطاً لدى أي توقف أو غرور في مسيرتها. وعلى المسؤولين الإيرانيين الحفاظ على نزاهتهم، كما كان الإمام الخميني». وزاد: «ما زلنا نسير على السفح ولم نبلغ القمة، وببلوغها تنتهي معارضة العالم لنا». واعتبر أن «الصحوات الإسلامية والثورات في المنطقة انطلقت من هوياتها الوطنية والإسلامية»، محذراً من أن «الغرب يريد مصادرتها، عبر إثارة خلافات وفتن بين شعوبها». وقال: «الاستعمار البريطاني كان يحاول إثارة نعرات طائفية بين الشيعة والسنة، والآن يستفيد الأميركيون من تلك التجربة». وأضاف: «الحكام العملاء والفاسدون أذلوا الشعب المصري، وعمِل نظام (الرئيس المخلوع حسني) مبارك خلال 30 سنة، على ضمان أمن الكيان الصهيوني، حتى أنه حاصر مليوني فلسطيني في قطاع غزة، من خلال إغلاقه المعابر». وأعرب عن أمله بأن يسوي الشعب المصري «جميع مشاكله، ليستعيد دوره». واتهم خامنئي السلطات في البحرين ب «قمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بأبسط حقوق المواطنة»، معتبراً أن «قضية الشعب البحريني ليست طائفية، لكنهم يحاولون وضعها في هذا الإطار لإفشالها». أما حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، فاعتبر أن جدّه «كان من الصالحين، وسيبقى ذكره الطيب واسمه ونهجه خالداً في صفحات التاريخ». وأشاد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالإمام الخميني، معتبراً أن «العالم في حاجة ماسة الى انتهاج سلوكه، لبناء مجتمع تسوده العقلانية والقيم الأخلاقية والدينية». وقال: «الإمام الخميني ثبّت موقع الإسلام في خندق مواجهة القوى الدولية وهيمنتها على شعوب العالم». وأشار الى أن مؤسس الجمهورية الاسلامية «لم يسمح أبداً بفرض رأي على أحد، وحافظ على حرية الشعب». «قاعدة فضائية جديدة» في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن بلاده ستنجز قريباً بناء «قاعدة فضائية جديدة» تحمل اسم «قاعدة الإمام الخميني». وأشار الى «استكمال 80 في المئة من القاعدة الجديدة التي ستكون قادرة على إطلاق الأقمار الاصطناعية لإيران ودول المنطقة والعالم الإسلامي»، لكنه لم يحدد مكانها. واعتبر أن «الانجازات الضخمة التي تحققت في وزارة الدفاع وسائر قطاعات البلاد، هي حصيلة الأفكار السامية للإمام الخميني».