عندما نخطط لحياتنا بشكل جيد، في الغالب نحصل على نتيجة إيجابية في المستقبل... حياة على البركة لم تعد تجدي في هذا الزمن، فالطالب في المدرسة إذا كان من ضمن أهدافه أن يكون متفوقاً ويحتل المراكز الأولى، فسيجتهد ويتعب من بداية العام، حتى يفوز بالتفوق وسينجح، وستجد له هدفاً في المستقبل واضحاً ويسعى من أجله. أما الطالب الذي يريد النجاح فقط وتعدي المرحلة إلى التي تليها فلا تخطيط ولا اجتهاد، ويستمتع بالراحة أثناء الدراسة، والجد عنده لا يبدأ إلا في أيام الامتحان. والآباء كذلك عندما تكون غايتهم أن يروا أبناءهم أفراداً ناجحين وفعالين في المجتمع، تجدهم يدفعون أبناءهم لنيل أعلى الدرجات ويتابعون تعليمهم، ولا يتركون أمر تعليمهم على البركة، والمدير عندما يخطط بشكل جيد للسنوات المقبلة ويضع أهدافاً وخططاً واضحة للموظفين لكي يساعدوا في تحقيقها فسيرى نتيجة تخطيطه وكل عام سيتطور العمل. كذلك التاجر الكبير لم يقم فجأة من النوم ووجد نفسه تاجراً وثرياً، بل كان على باب الله، لكن كان هدفه أن يعمل ويجمع المال، فبدأ يعمل ليل نهار بأبسط أعمال التجارة، وبدأ خطوة خطوة، وكافح وثابر ولم يترك الأمور تمشي على البركة حتى استطاع أن يصل لغايته. وفي كل أمور الحياة، إذا خططت لحياتك وحددت هدفاً وسعيت للوصول إليه في الغالب ستفوز. وهناك من يتمنى أن يصل إلى أعلى المناصب وأن يكون من أثرى الأثرياء، وطموحاته تصل عنان السماء، لكنه لا يعمل على تحقيق أمنياته بل ينتظر أن تأتيه فرصة أو حظ عظيم ليحقق أمانيه. وصدق الشاعر حين قال: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ختاماً... إذا لم تخطط جيداً لحياتك فالزمن كفيل بأن يريحك من عناء التخطيط وسيخطط بدلاً منك، لكن تحمل نتيجة تخطيطه. ريم السويح [email protected]