شددت الشركة السعودية للكهرباء في تعميم موجه إلى أمانة العاصمة المقدسة (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) على ضرورة التوجيه للبلديات الفرعية بإيقاف تصاريح البناء تحت خطوط نقل الطاقة، وعدم السماح بالبناء في حدود حرمها. وأوضحت الشركة أن إدارة صيانة شبكة النقل في مكةالمكرمة والطائف رصدتا بواسطة فرق التفتيش التابعة لقسم صيانة الخطوط الهوائية وجود أعمال تكسير وتفتيت للصخور تحت خطوط الضغط العالي (110 ك. ف) في مواقع عدة في المدينتين. وبينت أنه تم رصد مبانٍ سكنية حصلت على تصاريح للبناء من الأمانة رغم وقوعها في حدود حرم خطوط نقل الكهرباء دون إبلاغ أو إخطار الشركة للتنسيق حول الموقع. وأشار خطاب إدارة صيانة شبكة النقل مكة والطائف إلى رصد أعمال تكسير وتفتيت للصخور في أراضٍ مملوكة لأحد المواطنين تقع أسفل الخطوط الهوائية في محطة تحويل جنوب العزيزية- محطة أجياد في بطحاء قريش. وأفادت بأنه عند التنسيق مع المواطن اتضح أن لديه تصريح تكسير وتمهيد من قبل بلدية الشوقية الفرعية مع وجود أعمال بناء حديثة لعمارة سكنية في نفس الموقع أعلاه، ولا توجد أي معلومات بالتصريح بشأن البناء. وأضافت «كما طلب أحد المواطنين بإيصال الخدمة الكهربائية لأرضه الواقعة في المعابدة في مكة الكرمة والذي حصل على تصريح بناء يسمح له بتشييد خمسة أدوار في العام 1416ه، رغم أن الأرض تقع تحت خط الضغط العالي المرتبط بمحطتي توليد العمرة، ومحطة تحويل جبل النور منذ العام 1400ه». وأكدت وجود حالات مشابهة للمواطن صاحب الأرض في المعابدة، ولم يتم التنسيق حولها مع شركة الكهرباء. وفي شأن متصل، كشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» عن مطالبة إدارة الرخص والبناء في أمانة العاصمة المقدسة من إدارة الإشراف على أعمال المكاتب الهندسية بضرورة التشديد على المكاتب الهندسية في تنزيل خطوط الضغط العالي على «الكروكيات» للأراضي والمخططات في حال وجودها على الطبيعة. وأشارت إلى أنه في حال عدم توضيح خطوط الضغط العالي على «الكروكيات» فإنها تعد مخالفة يعاقب عليها المكتب الهندسي. وأكد رئيس قسم الفيزياء في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور فهد المرزوقي ل«الحياة» أن بناء المساكن تحت خطوط الضغط العالي أو القرب منها ينتج منه أضرار ومخاطر على صحة الإنسان إذ تؤدي هذه الإشعاعات إلى الإصابة بالخلايا السرطانية، موضحاً أنه كلما كان مصدر الكهرباء عالياً زاد الضرر على الجسم الداخلي للإنسان، وبالأخص إذا كانت الترددات عالية جداً، وطول الموجة قصيراً جداً. وقال الدكتور المرزوقي إن المسافة بين بناء المساكن ومنطقة خطوط الضغط العالي تقاس على حسب قوة الضغط العالي فكلما كانت الأشعة المنبثقة كبيرة كلما كانت المسافة أطول وأبعد، إضافة إلى اعتمادها على مسببات أخرى متمثلة في قوة الإشعاع وكميته ونسبته، وتصميم ونوع الأجهزة التي تخرج منها الذبذبات الكهربائية». وشدد على ضرورة التعاون بين شركة الكهرباء والبلديات عند عرض المخططات وإصدار تصاريح البناء لحجب القوة الكهربائية التي تنبعث، والتأكد من نوعية التمديدات الكهربائية.