على الرغم من الرياح المعاكسة التي عصفت ولازالت تعصف بالاقتصاد العالمي، سجلت كرة القدم في القارة الأوروبية نموا في العائدات بنسبة 4% (أي 0.6 مليار يورو) لتبلغ 16.3 مليار يورو في عام 10/2009. وحققت جميع الدوريات الأوروبية «الخمسة الكبرى» ارتفاعا في معدل عائداتها بلغ إجماليها 8.4 مليارات يورو (اي بارتفاع نسبته %5 مقارنةً مع عام 2009/2008). وكانت إيرادات البث (التي ارتفعت بنسبة 7%) الدافع الرئيسي لهذا النمو، حيث تجاوزت هذه المرة مبلغ 4 مليارات يورو للدوريات الأوروبية «الخمسة الكبرى». وحافظ الدوري الإنجليزي على مركزه الأول بين الدوريات لجهة تسجيل أعلى نسبة من العائدات في عالم كرة القدم، وارتفعت عائدات أنديته إلى 2.5 مليار يورو في عام 2010/2009، مقارنة مع 2.3 مليار يورو في 2009/2008. بينما تخطى الفارق بين الدوري الإنكليزي والدوري الألماني الذي يحتل المرتبة الثانية 800 مليون يورو. من جهته يحظى الدوري الألماني بأعلى نسبة حضور في كرة القدم الأوروبية بمعدل 42700 متفرّج، وهو عامل ساهم في تعزيز مكانة الدوري في المرتبة الثانية لجهة العائدات، لاسيما أنه ترافق مع ارتفاع في العائدات الناجمة عن الإعلانات في السوق الأوروبي الأكبر. فيما شهد الدوري الاسباني نمواً في العائدات بواقع 8% بفضل ارتفاع عائدات كل من ريال مدريد وبرشلونة التي تشكل مجموعةً أكثر من نصف عائدات (52%) الدوري الاسباني الأكثر استقطاباً للمشاهدين بين الدوريات الأوروبية «الخمسة الكبرى». وأحرزت عائدات الدوري الإيطالي نمواً بلغ 38 مليون يورو (أي 3%) لتبلغ 1.532 مليار يورو، ما يبقي إيطاليا في المرتبة الرابعة قبل الدوري الفرنسي الذي سجل النمو الأدنى في العائدات بين «الدوريات الخمس الكبرى» بواقع 1.072 مليار يورو (أي 2%) بين «الدوريات الخمسة الكبرى». أكثر شعبية وفي هذا الصدد، علّق أحد الإداريين في شركة رياضية متخصصة قائلا: في ظلّ الركود الاقتصادي الذي نشهده، لمن المذهل تسجيل مثل هذا النمو في العائدات في جميع «الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى» خلال عام 2010/2009. فإخلاص المشجعين، في السراء كما في الضراء، واستمرار عقود الشراكة مع قنوات البث والشركات الراعية، تشير إلى أن الرياضة الأكثر شعبية في العالم ما زالت تحافظ على بريقها وجاذبيتها. أما مباريات الدرجة الأولى في كرة القدم الأوروبية فتعد من بين أكثر البرامج مشاهدة على شاشات التلفزيون، وتبقى كرة القدم من حيث العائدات، قصة نجاح اقتصادي باهر في جميع الدول الأوروبية تقريباً. إلا أن التحدي الأكبر في كرة القدم يبقى هو نفسه، ويلخّص بالحاجة إلى ممارسة المزيد من الضوابط على التكلفة، وبنوع خاص في ما يتعلّق بأجور اللاعبين ورسوم انتقالهم من فريق إلى آخر». وفي الواقع، ارتفعت أجور اللاعبين في «الدوريات الخمسة الكبرى» بما يزيد على 400 مليون يورو (أي 8%) وتخطت 5.5 مليارات يورو في عام 2010/2009. وتجاوزت زيادة الأجور في انجلترا وإيطاليا وفرنسا المستوى المطلق لنمو العائدات، في حين ارتفعت العائدات والأجور بالمقدار عينه. أما في إسبانيا، وباستثناء ناديي «برشلونة» و«ريال مدريد»، تراجع إجمالي الأجور وسجّل المعدل الإجمالي للأجور العائدات البالغ 60% المستوى الأدنى له في 10 سنوات. وحافظ الدوري الألماني على مكانته بصفته الدوري الأوروبي الأكثر تحقيقاً للأرباح، على الرغم من تراجع شهدته الأرباح التشغيلية من 172 مليون يورو إلى 138 مليون يورو. وقلّص الدوري الإنكليزي الهوة بارتفاع عائداته التشغيلية إلى 101 مليون يورو. أما الدوري الإيطالي والدوري الفرنسي، فاستمرا في تسجيل الخسائر. وفي اسبانيا، حقق كل من «برشلونة» و«ريال مدريد» أرباحاً تشغيلية ضخمة، في حين سجّلت باقي الأندية إجمالي خسائر تشغيلية لافتة. نتائج بالأرقام وخلصت تلك المتغيرات إلى المحصلة التالية: • ارتفعت عائدات البثّ في الدوريات «الخمسة الكبرى» إلى ما يعادل 300 مليون يورو (7%) ليتخطى الأربعة مليارات يورو للمرة الأولى في عام 2010/2009 مما يشكل 48% من إجمالي عائدات الدوريات «الخمسة الكبرى». علماً بأن ثلاثا من أصل الدوريات «الخمسة الكبرى» (إنكلترا وإيطاليا وفرنسا) تولد ما يزيد على نصف عائداتها من البثّ. • بلغت عائدات يوم المباراة 1.8 مليار يورو في عام 2010/2009 وقد اشتملت على 22 % من عائدات الدوريات «الخمسة الكبرى». وكانت هذه العائدات في الدوري الانكليزي (649 مليون يورو) أعلى بنسبة 50% من الدوري الإسباني (436 مليون يورو) الأقرب ترتيباً إليه. • ارتفع معدل نسبة حضور المباريات في الدوريين الأوروبيين الأكثر حضوراً 42700 متفرج للدوري الألماني و 35400 متفرج للدوري الإنكليزي. وتراجع معدل الحضور في الدوري الفرنسي للموسم الثالث على التوالي إلى ما دون 20000 متفرج للمرة الأولى منذ 2003/2002. ويشكل قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاستضافة فرنسا لكأس أوروبا 2016 فرصةً ذهبيةً للعديد من الأندية الفرنسية لتعدّ ملاعبها لاستيعاب عدد أكبر من المتفرجين، وبالتالي، لزيادة عائدات يوم المباراة. • تشهد الدوريات «الخمسة الكبرى» كلها تضخماً لافتاً. فأجور أندية الدوري الألماني ارتفعت بنسبة 11% (لتصل إلى 88 مليون يورو)، كما ارتفعت أجور كل من الدوري الإيطالي (88 مليون يورو) والدوري الفرنسي (56 مليون يورو)، وسجّلت نسبة 5% في الدوري الانكليزي و3% في الدوري الاسباني (32 مليون يورو). أما معدل الأجور/العائدات فهو الأدنى للدوري الألماني (54%) والأعلى للدوري الإيطالي (77%). • حصدت الأندية الأوروبية ال20 الأكثر جنياً للمال ما يزيد على 4.3 مليارات يورو في عام 2010/9200، أي حوالى 26% من إجمالي سوق كرة القدم الأوروبية. ومن بين الدوريات «الخمسة الكبرى»، شهد الدوري الاسباني الفارق الأوسع بين أنديته من حيث العائدات وقدره 23 مرة وزّع بين الأندية التي تتمتع بالعائدات الأعلى وتلك التي تتمتع بالعائدات الأدنى، مقارنةً مع 6.6 مرات فقط للدوري الإنجليزي.