إسطنبول - أ ف ب - جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دعمه لكل الجهود العربية والدولية وصولاً إلى وقف كامل للعنف وإراقة الدماء في سورية، فيما حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سورية على الوفاء بالتزامها تطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان محذراً من احتمال «حرب أهلية كارثية» في سورية. وكان العاهل الأردني أكد خلال استقباله أنان أمس في الموفد الدولي «استعداد الأردن لتقديم كل دعم ممكن لإنجاح مهمة أنان، وتحقيق الأهداف المرجوة منها». وبحث الملك عبدالله الثاني مع أنان التطورات الراهنة في المنطقة، خصوصاً الوضع في سورية، والجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة. وأكد بيان للديوان الملكي أن الملك أكد موقف بلاده الداعم لإيجاد حل سلمي للأزمة «يحفظ وحدة الشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار إلى سورية». وأعرب المسؤول الأممي عن تقديره لدعم الأردن للحلول والمبادرات الرامية إلى حل الأزمة السورية، مثمناً الجهود التي يبذلها الأردن للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين على رغم شح الإمكانات والموارد. في غضون ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من «حرب أهلية كارثية» في سورية بعد مجزرة الحولة التي قتل فيها أكثر من 100 مدني وأثارت موجة استنكار دولي. محاسبة مرتكبي الجرائم وقال بان في إسطنبول أمام منتدى شركاء تحالف الحضارات المنعقد برعاية الأممالمتحدة إن «المجازر كتلك التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي يمكن أن تغرق سورية في حرب أهلية كارثية، حرب أهلية لن تتمكن من الخروج منها». ووصف بان المراقبين الدوليين في سورية الذين أحصوا جثث ضحايا الحولة بأنهم «عيوننا وآذان المجتمع الدولي»، موضحاً أنهم موجودون في سورية «كي تتم محاسبة مرتكبي الجرائم». وأضاف: «لسنا هنا للعب دور مراقب متفرج لفظاعات لا توصف». وحث بان سورية على الوفاء بالتزامها تطبيق خطة الموفد الدولي، وقال: «أطالب الحكومة السورية بتنفيذ التزامها بخطة أنان». وطالب «الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها». وزار فريق دولي برئاسة أنان سورية الثلثاء ودعا دمشق إلى القيام «بمبادرات ملموسة» لوقف العنف. وقال بان إن «أنان عبر عن مخاوفه من أن نكون ربما وصلنا إلى نقطة مفصلية في سورية». ورفض الأمين العام الحديث عن صدام حضارات بين الشرق والغرب بسبب سورية. وقال: «نسمع الكثير عما يسمى صدام حضارات، الانقسام المفترض بين المجتمعين المسلم في أكثريته والغربي». وأوضح: «ليس هذا ما يجري في سورية. هناك، القصة ذاتها الطغيان يسعى للإمساك بالسلطة». وأضاف: «في سعيه للإمساك بالسلطة، يهدد النظام بتصعيد التوتر بين شعب سورية المتنوع مثل ما شهدناه في يوغوسلافيا السابقة قبل عقدين من الزمن». ويقول نشطاء إن أكثر من 13 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) 2011.