أ ف ب - وافقت المحكمة البريطانية العليا على تسليم جوليان اسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الذي نشر عشرات الآلاف من الوثائق العسكرية والديبلوماسية الأميركية نهاية 2010، ما اغضب الولاياتالمتحدة، الى السويد التي تريد محاكمته في قضية اغتصاب واعتداءات جنسية. لكن محاميه حصلوا بطريقة غير متوقعة على مهلة 14 يوماً لتقديم طلب بإعادة فتح الملف. ورفضت المحكمة بالتالي الطعن الذي قدمه محامو اسانج في شرعية طلب الادعاء العام السويدي تسليمه، علماً ان خمسة قضاة من سبعة قالوا إن «المدعي العام السويدي هو الجهة القضائية المخولة اصدار مذكرة التوقيف، في مقابل معارضة قاضيين». ولدى اعلانه الحكم، قال رئيس المحكمة العليا نيكولاس فيليبس: «قدم طلب تسليم اسانج وفق الأصول، لذا رفضنا الطعن فيه». ولاحقاً، طالبت محامية اسانج دينا روز القاضي فيليبس مهلة 14 يوماً لتقديم طلب لإعادة فتح الملف، باعتبار ان الحكم «اشار الى عناصر لم تناقش في المحكمة ولم تطرح ابداً» تتعلق بحسب مصادر قضائية بتفسير اتفاق فيينا حول قانون المعاهدات. ووافق القاضي على الطلب في قرار غير اعتيادي خلال 3 سنوات من تاريخ المحكمة. ولم يحضر اسانج (40 سنة) جلسة النطق بالحكم الذي صدر بعد 18 شهراً من المحاكمة. وقال الصحافي جون بيلغر، وهو احد انصار اسانج: «قرر المجيء مع والدته كريستين التي قدمت من استراليا، لكنهما علقا في الازدحام». وخارج المحكمة، اكد رئيس فريق محاميه غاريث بيرس تعليق الحكم، فيما يدرس فريقه القانوني احتمال تقديم طلب اعادة فتح القضية، على رغم ان الحكم لا يزال قائماً. وقال بيرس: «انها نقطة اجرائية برزت بشكل لافت نتيجة الحكم، لان الغالبية اتخذت قرارها على اساس معاهدة فيينا التي لم تناقش اطلاقا في الجلسة، بطريقة او باخرى، من احد الجانبين». وفي حال عدم نجاح اسانج في اعادة فتح الملف في بريطانيا، يبقى امامه خيار تقديم استئناف اخير امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ. ولا ينفي اسانج اقامته علاقة جنسية مع متطوعتين من «ويكيليكس» خلال منتدى في السويد، لكنه يصرّ على ان العلاقة حصلت بموافقة متبادلة، ويقول ان دوافع سياسية تقف وراء محاولات تسليمه. وصرحت والدته كريستين قبل صدور الحكم: «انه كابوس دائم، لأننا نعلم انه ليس في أمان، وان اهم حكومات في العالم تسعى الى النيل منه». وابلغت التلفزيون الاسترالي ان التهم الموجهة لابنها باطلة، لكنها تخشى في حال تسليمه للسويد احتجازه في سجن انفرادي قبل استجوابه او توجيه اتهامات اليه. ومنذ ان اوقف اسانج في لندن في كانون الاول (ديسمبر) 2010 واودع قيد الاقامة الجبرية، حاول الاسترالي بكل الوسائل الافلات من مذكرة التوقيف دافعاً ببراءته. وهو ابدى تخوفه من ان يؤدي تسليمه في نهاية الامر الى نقله الى الولاياتالمتحدة، حيث يمثل الجندي الأميركي برادلي مانينغ امام محكمة عسكرية بتهمة تسليم وثائق ل «ويكيليكس». واعتبرت السلطات السويدية قبل جلسة النطق بالحكم ان موافقة المحكمة العليا البريطانية على طلب الاستئناف ستبث الفوضى في آلية مذكرات التوقيف الاوروبية السريعة، مع تداعيات في القارة.