في حين أكملت وزارة الثقافة والإعلام استعداداتها لإطلاق ملتقى الشعر الخليجي غدا الذي تحتضنه الطائف؛ ألقت الخلافات التي يشهدها مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي بظلالها على الملتقى، وأطلق الناقد عالي القرشي تغريدة عبر حسابهم في تويتر تحمل عتبا ضمنيا على الجهة المعنية بدعوة الشعراء والنقاد، وقال "أحيانا ليس لديك اعتراض على المؤسسة الثقافية التي تدعوك لفعالية لها ولا اعتراض على الفعالية، لكن طريقة الدعوة تجعلك تستحضر حسابات الشيطان". وكان عدد من أعضاء مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي قد اتهموا مجلس إدارة النادي بتهميشهم من مهام تنظيم الملتقى وعدم دعوتهم حتى لحضوره في حين استعان النادي بعدد من منسوبي جمعية الثقافة والفنون لترؤس بعض اللجان على الرغم من عدم تخصصهم في مهامها. وفي حين تعذر الحصول على تعليق من رئيس النادي عطاالله الجعيد؛ قالت عضو مجلس إدارة النادي سارة الأزوري إن أعضاء الهيئة الإدارية في النادي يمارسون إقصاء من يخالفهم في الرأي، مشيرة إلى أنها وعدد من الأعضاء لم تتح لهم الفرصة بالمشاركة في اللجان التنظيمية، ولم تتم دعوتهم حتى إلى اجتماعات النادي التحضيرية، بينما استعان النادي بأعضاء من الخارج. من جهتهم أكد عدد من الشعراء والشاعرات المشاركين في الملتقى على أهمية إقامة الملتقى لمبدعي ومبدعات دول الخليج. وأشار عدد من المشاركين من الشعراء والشاعرات إلى أن الملتقى يتيح الفرصة للمبدعين والمبدعات في الالتقاء بالأسماء الشعرية الكبيرة التي تشرف الملتقى. وقالت الشاعرة السعودية لطيفة قاري إن الخطوة تأخرت كثيرا والحمد لله أنها جاءت الآن وفي مثل هذه الظروف، ليلتقي الأدباء والشعراء أصحاب الكلمة الأرقى، مشيرة إلى أن قرب الملتقى من سوق عكاظ له دلالات كثيرة، وتضيف قاري أن المشاركين لا يبحثون في هذا الملتقى عن احتفال أو مهرجان أو أمسيات باردة تلم بعدها الأوراق ويمضي كل منهم في طريقة، بل إن لم تكن للملتقى رؤية وإن لم يفض إلى قرارات وعمل مشترك طوال العام نرى حصيلته في الملتقى القادم فسيكون مثل كل المناسبات في إهدار الوقت والجهد والمال. وأكد الشاعر السعودي عبدالله ناجي أن هذا الملتقى سيكون بحجم التطلعات والأمنيات المرجوة منه، وسيحمل أبعادا جمالية وتلاقحا فكريا وتجاذبا فنيا رائعا، وذلك استنادا إلى الأسماء الشعرية المشاركة والتي تحمل تجارب متنوعة ومدهشة ورائعة، وسيكون للأرض وللمكان أثره في تعميق الهوية الثقافية وترسيخ الانتماء الفني والتاريخي للمنطقة ومن ثم الانطلاق إلى فضاءات شعرية أرحب وأجمل. وأشار الشاعر القطري راضي الهاجري إلى أن الملتقيات الشعرية والأدبية والثقافية عموماً في المملكة تعد دائماً حسب ما يراه قبلةً للمهتمين بهذا الجانب المثير في الحياة، ومن هنا يعتبر ملتقى الشعر الخليجي بالطائف امتداداً وتصديقاً لهذه المقولة، كما أتطلع إلى الالتقاء بالمهتمين بالأدب والمثمنين لدوره في الرقي بالفكر الإنساني بشكل عام كما يرى الهاجري أن هذه الملتقيات هي تلك الفرصة السانحة والمتجددة لتوثيق عرى فكرنا بموروث ثقافتنا العربية وترسيخها عن طريق التواصل للارتقاء بالذوق العام. وقالت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد: هذه الملتقيات تعتبر فرصة كبيرة لكل شعراء المنطقة لما يجمعهم من موروث أدبي وثقافي واجتماعي مشترك، وهذا الملتقى يلقي في داخلي الفضول للتعرف على الطائف وعلى كل جديد على خارطة الإبداع الشعرية خليجيًا، وفي هذا الملتقى الشعري الخليجي يمكننا أن نمرر رسالتنا للمثقفين العرب بأن الشاعر الخليجي ليس "شاعرًا مترفا"، بل هو شاعر معاناة يحمل الصحراء والماء على عاتقه ويزاوج بينهما ويبني لغته الشاعرية من خلال هذه المصادر الغنية، بل يسطر إبداعه بلغة فنية عالية وواقعية مدهشة تمكنه من التحليق لمناطق بعيدة وتمكنه من رسم لوحة فريدة بل عالية الجودة. يذكر أن المشاركين في الملتقى من السعودية الشعراء: علي الدميني، حسن السبع، لطيفة قاري، خليف غالب، علي النعمي، هند المطيري، محمد أبو شرارة، ملك الخالدي، عبدالله ناجي، فاطمة الغامدي، وبحضور ممثل مجلس التعاون للخليج العربي عبدالله أبو معطي، يشارك من دول المجلس 16 شاعرا وشاعرة، فمن الإمارات يشارك سعيد العامري في رئاسة الوفد، والشاعر عبدالله الشحي والشاعرة الهنوف محمد، ويرأس وفد البحرين عبدالله عقيل مع كل من الشاعرات نبيلة زيباري، وجفلة العامري، وسلوى الذوادي، والشاعر إبراهيم بوهندي. ومن قطر الشاعران محمد السادة وراضي الهاجري، فيما يرأس وفد الكويت جاسم مال الله، بصحبة الشاعرين ماجد الخالدي وصلاح الماجدي، ويترأس وفد سلطنة عمان نورة البلوشية، بمشاركة الشاعرة شمسية النعماني، والشاعر أشرف العاصمي.