يجتاحني شعور غريب بالهزيمة، شعور أشبه بالعجز أمام كل هذا الكم الكبير من القضايا والمشاكل في وطني ومحيطي. أصادف نفسي وحيداً، في كومة طالبي المساعدات من حولي. ومن مدينة إلى أخرى... ولا أعرف ماذا سأقول لأخوتي الذي يطلبون جرعات الأمل مني. طاقاتي محدودة، ورغم كل ذلك أريد أن أغفوا قليلاً هارباً! ليتني أجد نفسي بين أخوتي الأموات ولا أعود! لا وجه لي للنظر في وجه كل أخوتي الذين يناشدونني على الأقل هنا في الدنمارك، من طالبي اللجوء، فما بالك برفاق الداخل، رفاق الدرب الذين صاروا يتهمونني بأني نسيتهم وطويت صفحتهم. شعور الهزيمة موجع... موجع يا أمي. سألني زميل لي في الدراسة وصديق آخر عن مصادر دخلي في السفر على معسكرات اللجوء والذهاب إلى كوبنهاغن دائماً لتغطية التظاهرات ضد النظام. سألني أكثر من صديق وصديق. واليوم أيضاً صديق آخر كرر السؤال نفسه. وأنا بنفسي أسال هذا السؤال لنفسي، فيجيبني بيتي المتواضع، العاري من المقومات المنزلية الأساسية أن السرير الذي أنام عليه أعطتني اياه البلدية، والطاولة التي أكتب عليها أعطاني إياها جار لي، وحقيقة لا أملك تلفزيون ولا فرن ماكروويف! وهذه من الأمور الأساسية في الدنمارك. وكذلك أمور كثيرة لا أملكها. فلابتوبي الشخصي فقط من شهرين حصلت عليه، بعد أن بقيت سبعة أشهر أتطفل مستخدماً كومبيوترات المكتبات العامة والأصحاب. بصراحة مصدر دخل نشاطاتي هو عري بيتي من كل شيء! وأنا أسأل دائماُ لماذا بيتي لا يشبه بيوت رفاقي في الدنمارك؟