خصصت فصلية «المسرح» التي تصدرها دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة ملف عددها الجديد المزدوج لرصد أبرز ظواهر المسرح العربي وشواغله خلال عام 2013. في افتتاحية العدد كتب رئيس التحرير أحمد بورحيمة عن الأهمية التي توليها الشارقة للكوادر المسرحية الشابة ولفت في هذا السياق إلى جملة من الورشات التدريبية التي نظمت، إضافة إلى المسابقات والمهرجانات التي شهدتها الشارقة أخيراً، داعياً إلى المزيد من العناية بمسرحيي الغد ومضاعفة الجهد في اتجاه توسيع الفرص والخيارات أمامهم. وفي ملف العدد، يقرأ أحمد خميس جملة من العروض المسرحية التي شهدتها القاهرة عام 2013 مبرزاً انشغالاتها الفكرية وطموحاتها الجمالية. وعن وضعية متدهورة للمسرح المصري لأسباب إدارية وتنظيميّة يكتب يسري حسان؛ بينما يخصّ محمد مسعد «النظام المسرحي» في مصر بملاحظاته. وحول التجربة المسرحية في الأردن يكتب عواد علي قارئاً تحولات المشهد في عمان خلال السنوات الأخيرة، مستعرضاً آلياته وتقاليده وإشكالياته، ويكتب السر السيد عن إشكاليات بنيوية يعانيها المسرح في الخرطوم ويرصد في هذا السياق بعض مشاهد الاحتجاج التي عرفتها الساحة هناك، في تطور لافت في العلاقة بين المسرحيين والمؤسسة الرسمية. وعن مسرح يحاول أن يستمر في دمشق على رغم ظروف الحرب، يكتب ناصر ونوس، مستذكراً بعض اللحظات الفارقة التي عرفتها التجربة المسرحية السورية ما قبل الحرب، وتبرز أمل بنويس الآثار الإيجابية التي نتجت من دعم الدولة في المغرب للمسرح، متوقفة عند تجارب مسرحية شابة أحرزت مكانة منظورة بفضل الدعم الرسمي. وفي الجزائر كان العام السابق مخصصاً للاحتفاء بمرور خمسين سنة على الثورة الجزائرية وخصصت وزارة الثقافة موازنة هي الأعلى لاستذكار المناسبة، إلا أن بعض الإخفافات رافقت التجربة، وهذا ما رصده التقرير الذي انجزه عبد الناصر خلاف. في العراق، مرت مناسبة بغداد عاصمة للثقافة العربية صحبة الكثير من الإشكاليات، إلا أن المسرح كسب موقعاً أفضل قياساً إلى السنوات السابقة التي تلت 2003 وهو ما يبيّنه حاتم عودة في قراءته بالملف. في باب «دراسات» يكتب محمود نسيم عن مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» ودلالتها الكلية بين صعود الفردية وانكسارها، ويكتب عبد الرحمن بن زيدان عن صورة ابن رشد في مرايا المسرح العربي استناداً إلى تجربة الكاتب التونسي عز الدين المدني. وتحت عنوان «المرأة والمسرح: سيرة المذاكرات» تكتب سامية حبيب عن الصعوبات التي كان على المرأة أن تواجهها في بدايات التجربة المسرحية المصرية. ويضم الباب دارستين حول جماليات التصوير الضوئي في المسرح الأولى بعنوان «المسرح والفوتوغرافيا... الصور تخفِق دائماً» وهي للكاتب رودريغ فيلنوف ومن ترجمة الزهرة إبراهيم والثانية بعنوان «فوتوغرافيا المسرح: جمالية الأثر المضيء» وأنجزها حسن اليوسفي. وفي باب «تجارب وشهادات» ترجمت لمى عمار مقالة لتناسيس كامبانيس تحت عنوان «سعد الله ونوس: محكومون بالأمل»، وتوقف سعيد كريمي عند تجربة الطيّب الصديقي كمدخل للحداثة في المسرح المغربي، وتحت عنوان «محمد بن قطاف: مهندس المسرح الجزائري» جاءت قراءة محمد بوكراس حول تجربة مدير المسرح الجزائري الذي رحل أخيراً، وفي الباب أيضاً مقاربة لتجربة هارولد بنتر ومساراتها المتعددة وهي بقلم مصطفى آدم. وكتبت عائشة العاجل في زاويتها حول العلاقة بين المسرح والإعلام في الوطن العربي. وضم باب «كتب» أربع قراءات في عناوين صدرت حديثاً، واختارت المجلة نصاً مسرحياً لباب «نصوص» بعنوان «المكافآت الإضافية» للكاتب أحمد السبياع.