أصابت نتائج الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية كثيرين من المصريين بخيبة أمل، لا سيما أن الاختيار في جولة الإعادة المقررة منتصف الشهر المقبل بين محمد مرسي مرشح «الإخوان المسلمين» التي يركز برنامجها على تطبيق الشريعة أو أحمد شفيق العسكري الذي ترأس آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك. هذه الحيرة دعت بعض الناخبين والقوى الثورية إلى تبني خيار ثالث هو المقاطعة، فيما دعا ناشطون إلى الذهاب إلى المشاركة وإبطال الأصوات. وستشكل تلك الدعوات التي راجت خلال اليومين الماضيين رسالة قوية في حال لبتها قطاعات عريضة من الناخبين مفادها بأن رئيس مصر المقبل منقوص الشرعية، إلا أنها ستصب في مصلحة أحد المتنافسين تتضارب التقديرات في تحديده. ودعت حركات ثورية إلى مقاطعة الانتخابات، ومنها «اتحاد شباب الثورة» الذي طالب في بيان ب «عدم الإدلاء بالأصوات لأي من المرشحين»، متوقعاً «انطلاق الموجة الثانية من الثورة في حال فوز شفيق». ودعا إلى «استبعاد كلا المرشحين لأنهما الأكثر خرقاً لقانون الانتخابات من شراء أصوات ودعاية أمام اللجان». وبدا أن المقاطعة ستكون خيار «حركة 6 أبريل» أيضاً. وقال الناطق باسم الحركة محمود عفيفي ل «الحياة»: «قدمنا لائحة مطالب إلى مرشح الإخوان إذا لم يتعهد بها أمام المصريين، سيكون خيارنا مقاطعة الانتخابات»، مشدداً على أن حركته «لا يمكن أن تقف في صف شفيق في مواجهة مرسي». وحذر «الإخوان» من أن «التعامل مع هذه اللحظة بأي غرور أو استعلاء خطأ كبير، وسيعانون وسنعاني معهم من نظام مبارك». أما عضو «ائتلاف شباب الثورة» النائب زياد العليمي فقال ل «الحياة» إنه أعلن قبل انطلاق الاستحقاق الرئاسي أنه لن يشارك في «مسرحية عبثية». وتساءل: «كيف ننتخب رئيساً لا نعرف صلاحياته؟»، معتبراً أن «ما أفرزته نتائج الجولة الأولى سيناريو كارثي للثورة». وفي حين اعتبر مراقبون أن المقاطعة ستصب في مصلحة مرسي، حذر رئيس الحكومة السابق عصام شرف من مقاطعة الإعادة، مؤكداً أنها «خيار يصب في مصلحة أعداء الثورة». وقال عبر صفحته على موقع «فايسبوك»: «نحن في خضم معركة أساسية لاستكمال الثورة، فالخيار الآن ليس بين فوز تيار أو هزيمته، وإنما بين خيار استكمال الثورة أو انتهائها. يجب الالتفاف والوحدة واستيعاب الموقف وخطورته». وشدد على ضرورة «عدم مقاطعة الانتخابات أو إبطال الأصوات». وقال إن «المقاطعة أو إبطال الأصوات سيدعم اختيار التصويت ضد الثورة، ولن يحمي الثورة إلا الشعب الذي قام بها، وعلى كل السياسيين استيعاب الموقف الكبير والتصرف بمرجعية وطنية ثورية فقط».