تسلَّمت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر محاضر فرز أصوات الناخبين في اللجان الفرعية والعامة، تمهيداً لحصرها وإعلان النتائج رسمياً اليوم أو غداً على أقصى تقدير لتلقي الطعون قبل انطلاق حملات الدعاية لجولة الإعادة الأربعاء، فيما شكَّك في النتائج المرشح الناصري حمدين صباحي الذي حل ثالثاً. وتجاهل مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي ومنافسه أحمد شفيق، رئيس آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك تشكيك صباحي بالنتائج، وبدأ كل منهما الحشد لحسم جولة الإعادة، الأول عبر توافق وطني حوله معتمداً على «الخطر» الذي يمثله نجاح شفيق على الثورة، والثاني منطلقاً من التبرؤ من نظام مبارك والتعهد ب «إعادة الثورة إلى مُفجِّريها»، في تلميح إلى الاتهامات الموجهة إلى الإسلاميين بالقفز على الثورة. واعتبرت حملة صباحي أمس أنه «ما زال داخل السباق، وما يقال في وسائل الإعلام ليس أكثر من تكهنات بعضها يستهدف فرض سياسة الأمر الواقع وكبالون اختبار لقبول المصريين والقوى الثورية طرفي الإعادة». وأضافت في بيان: «لدينا معلومات تقول إن صباحي الثاني في ترتيب أعلى الأصوات بعد مرسي، ولدينا عشرات آلاف من المخالفات تم تقديم طعون في شأنها قد تُخفِّض من أصوات مرسي وشفيق وتخرج الأخير من السباق». وقالت الناطقة باسم الحملة هدى عبدالباسط ل «الحياة» إن «الحملة تعكف حالياً على حصر كل المخالفات لتقديم بلاغات بها»، مشيرة إلى أن «هناك تضارباً في الأرقام ما بين مجموع اللجان الفرعية وتجميع اللجان العامة». وأوضحت: «أرقامنا تقول إننا في المرتبة الثانية وننتظر إعلان النتيجة النهائية الرسمية». وأظهرت نتائج نهائية غير رسمية للجولة الأولى من الانتخابات تصدر مرسي المنافسة بحصوله على 25.5 في المئة من الأصوات تلاه شفيق ب24.8 في المئة ثم صباحي ب20.5 وأبو الفتوح ب17.8، وحلَّ عمرو موسى في المرتبة الخامسة ب11.9 في المئة. وقال المحامي عصام الإسلامبولي ل «الحياة» إنه سيقدم اليوم أو غداً طعناً أمام لجنة الانتخابات «سيكون مبنياً على أمرين، الأول بعض الإجراءات المعيبة في الاقتراع والفرز خصوصاً السماح ل900 ألف شرطي بالاقتراع لمصلحة شفيق ما قلب النتائج، والثاني هو تمكين شفيق من الترشح رغم قانون العزل السياسي». وبدا أن مرشحي الثورة والقوى المدنية والثورية فضَّلت التريث قبل إعلانها دعم مرسي في مواجهة شفيق، فغاب صباحي وأبو الفتوح وسليم العوَّا وخالد علي وأحزاب رئيسة عن اجتماع دعا إليه «الإخوان» لمحاولة البحث في موقف موحد من انتخابات الرئاسة. وقال ابو الفتوح: «نسعى إلى بناء توافق يتصدى للفلول ويضمن كذلك تحقيق مطالب الثورة ومشروع وطن يتسع للمصريين جميعاً بعدل وبوضوح. ولن نكون طرفاً في صفقة توزيع مناصب». وقال رئيس حزب «الوسط» أبو العلا ماضي الذي حضر الاجتماع إن «الحزب لن يعطي تأييده لمرشح الإخوان إلا إذا قبلت الجماعة بما يُرضي كل قوى الثورة والالتزام بتحقيق أهداف الثورة ومشاركة الجميع في إدارة المرحلة المقبلة». وقال عضو المكتب السياسي ل «حركة 6 أبريل» محمد مصطفى إن «من المستحيل دعم شفيق، وسنطلب ضمانات إن قدَّمها مرسي سندعمه». في المقابل، قال عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عصام شيحة ل «الحياة» إن دعم حزبه لشفيق «ليس مستبعداً»، داعياً «الإخوان» إلى سحب مرسي ليخوض صباحي الإعادة ضد شفيق. لكن الناطق باسم «الإخوان» محمود غزلان رفض فرض شروط مسبقة. وقال ل «الحياة»: «غريب أن تعلن شروط الآن، ولا سبيل للحديث عن تقاسم مناصب في هذه اللحظة... هناك كثير من الناس المخلصين لا يشترط، ومن يريد لنفسه شيئاً هو من يشترط». على صعيد آخر، نفى رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية أسامة نقلي، صحة وثيقة متداولة على الإنترنت من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى سفير المملكة لدى القاهرة أحمد قطان عن الانتخابات المصرية، مؤكداً أن «التزوير في هذه الوثيقة واضح جداً ومثير للسخرية، كون مضمونها يتعارض مع سياسة المملكة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما أنها لا تتلاءم أصلاً مع مخاطبات وزارة الخارجية في المملكة، لا من ناحية الشكل أو الأسلوب أو المضمون، علاوة على أن التوقيع المزور الذي تحمله ليس توقيع وزير الخارجية أو أي مسؤول في الوزارة».