غيَّب الموت أمس، الصحافي والمنسق العام للتثقيف السياسي في «تيار المستقبل» نصير الاسعد عن 61 عاماً، بعد تعرضه لأزمة قلبية قبل ايام نقل على أثرها للعلاج في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت. ويشيَّع الأسعد عند العاشرة والنصف صباح اليوم الإثنين من مستشفى الجامعة إلى مدينته صيدا، حيث يصلّى على جثمانه في حسينية البوابة الفوقا بعد صلاة الظهر، ويوارى الثرى في جبانة البوابة الفوقا. ونعى الاسعد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري و «تيار المستقبل» ورئيس «حزب القوات اللبنانية» وحركة «التجدد الديموقراطي» وآخرون، وقال الحريري في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي: «خسرنا اليوم أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً ورفيقَ درب وهب حياته للدفاع عن قيم العدالة والحرية والحق، وهو الذي وقف بقوة وعزم لا يلينان نصيراً لمسيرة الاستقلال والسيادة والحقيقة والسلام الوطني في مواجهة مشاريع الهيمنة والتبعية والاسترهان للآخرين»، وأضاف: «هذا هو نصير الأسعد، الذي أفتقده شخصياً في مرحلة من أصعب المراحل التي يمر فيها لبنان، وهو صاحب العقل الراجح والقلم الذي لا يجرح والفكر النابض بمحبة لبنان وكل اللبنانيين. نصير الأسعد أخي، وصديقي الذي تعرفت إليه بعيد استشهاد والدي الرئيس رفيق الحريري، ووجدت فيه الإنسان الحقيقي الذي يختزل كل معاني الآدمية والنزاهة والأخلاق الحسنة والمبادئ الوطنية الخالصة. نفتقدك اليوم يا نصير ونحن في أشد الحاجة إليك، ولكنها إرادة الله الذي نؤمن بقضائه وقدره ونتقبلهما بقلوب مؤمنة». ونعى إلى اللبنانيين «ركناً أساسياً من أركان «تيار المستقبل» وانتفاضة الاستقلال وقوى 14 آذار»، وتوجه بالتعزية الى زوجته وأولاده وأفراد عائلته جميعاً. كما نعى «تيار المستقبل» في بيان له «عضو المكتب السياسي ومنسق عام التثقيف السياسي وإعداد الكوادر». وأكد انه «يفقد برحيله قائداً مناضلاً حراً وشجاعاً، لم يتوان لحظة عن خوض المعارك السياسية الديموقراطية ذوداً عن لبنان وحريته واستقلاله». واعلن التيار ان «فقيدنا كان ركناً أساسياً في انطلاقة التيار، مكملاً ما كان بدأه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل خلاص لبنان والعبور به إلى برّ الأمان، بعد الحروب العبثية التي عاثت بالبلاد دماراً وخراباً. لطالما تميّز الراحل بتوقد ذكائه ودماثة خلقه، وسعة صدره. أحب الجميع حتى بادله كل من حوله هذا الحب، فكان له أسرة على مساحة الوطن». واعتبر أن الذين اختلفوا مع الأسعد «ما استطاعوا يوماً معاداته، لأنه ينطلق في مواقفه من إيمانه بلبنان الواحد لجميع أبنائه». وتحدث جعجع في بيانه عن الاسعد «المفكر والباحث والصحافي والمناضل الذي شكّل نبراساً للشرفاء في ثورة الارز، وجعل من حياته وأسلوب عيشه خطاً تجريبياً خاصاً يصلح ان يحتذى من شباب اليوم وصباياه». وقال: «عرفتُ نصير الأسعد مناضلاً شجاعاً، وممانعاً صلباً، ومقاوماً حتى العظم لإملاءات الاحتلال، أيِّ احتلال، ولكل اجهزته وماكينات ارهابه وقمعه». ووصفت «حركة التجدد الديموقراطي» الاسعد بأنه «علم من اعلام قادة الرأي والفكر الحر المستنير، وغصن من اغصان «ثورة الأرز»، ونصير دؤوب لمشروع الدولة المدنية الديموقراطية والمواطنة اللبنانية الخالصة والعروبة الحضارية، وصديق وفيّ لشعبي فلسطين وسورية».