في الوقت الذي كان يجري تشييع الفقيد اللبناني الكبير رفيق الحريري، احتشد عشرات المثقفين الفلسطينيين وممثلي الفعاليات السياسية والشعبية في مركز الاعلام الفلسطينيبرام الله، تضامناً مع لبنان وشعبه الشقيق في هذا المصاب الذي ألم به ووضعه مرة أخرى أمام باب مفتوح على المجهول. وعبر المتحدثون خلال الاعتصام التضامني عن عميق الحزن والاسى باسمهم وباسم الشعب الفلسطيني بمختلف توجهاته وتياراته وفئاته على فقدان الرئيس رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، هذه الشخصية العربية البارزة، التي كان لها بصماتها المهمة على الخارطة السياسية في الوطن العربي بأسره. وتمنى المتحدثون أن يستطيع لبنان الشقيق بكافة تياراته وطوائفه في تجاوز هذه المحنة التي اثارت في نفوسهم وفي نفوس اشقائهم الفلسطينيين والعرب مخاوف كبيرة من عودة شبح الفرقة والنزاع التي عانوا منها أكثر من عشرين عاماً انقضت. وقال ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: نحن هنا للتعبير عن تضامننا الكامل مع شعب لبنان ضد الجريمة التي ارتكبت بحق قائد لبناني وعربي كبير كان حريصاً على وحدة لبنان وديمقراطيته واستقلاله. واضاف: باسم الشعب الفلسطيني بمختلف القوى الوطنية والفعاليات والتيارات والمؤسسات أؤكد أن فلسطين كانت وستبقى مع لبنان الديمقراطي الحر والسيد والمستقل، ونثق أن لبنان سينتصر على الجريمة وعلى المحاولات الجارية لدفعه مرة اخرى نحو هاوية الفتنة الداخلية. واكد ان فلسطين ولبنان بالنموذج الذي يمثلانه في الكفاح ضد الاحتلال والسعي نحو الديمقراطية ووحدة صفوف أبنائهما يسيران على درب واحدة ووفق نهج واحد. ولفت إلى أن كافة المحاولات التي جرت في الماضي والآن لتصوير وكأن الوجود الفلسطيني في لبنان خطر على مستقبل لبنان وشعبه محاولات أسقطها اللبنانيون انفسهم من خلال الوحدة الفلسطينية اللبنانية. وقال: الفلسطينيون هم سند للبنان المستقل الواحد ولحقه في صيانة استقلاله وديمقراطيته وتعايش ابنائه، وسند له باعتباره مركزا اساسيا للكفاح من اجل الديمقراطية والتحرر الوطني. وفي كلمة ألقتها، عبرت حنان عشراوي باسم المجلس التشريعي عن عميق الحزن والتأثر على رحيل الحريري، وقدمت التعازي لعائلته وللشعب اللبناني الشقيق. وقالت ان هذا الاعتداء البشع هو اعتداء على الديمقراطية والنهج الذي كان الحريري يمثله واعتداء على كرامة لبنان والامة العربية. وتحدث ممدوح نوفل، الكاتب والمحلل السياسي، عن الخسارة الكبيرة التي مني بها الواقعيون العرب بخسارة الحريري، مبدياً قلقه على الشعب اللبناني بعد هذه الجريمة. وتحدث عن انطباعات ومخاوف لمسها بنفسه خلال زيارة قام بها مؤخرا للبنان. وقال: هناك عوامل كثيرة تدعو للقلق حيث شعرت ان الوضع هناك على حافة الانفجار. واكد: ليس من مصلحتنا كفلسطينيين بأي حال من الاحوال التورط في أي نزاعات او في ما يجري في لبنان. واشار الى وجود محاولات لزج الفلسطينيين في نزاعات مع السلطة الرسمية هناك، حيث يوجد من يحرض الفلسطينيين على فتح جبهة للمقاومة في الجنوب والتمرد على السلطة. واضاف: الحريري خسارة للتيار الواقعي وقد كان من اشد الحريصين على امن وسلامة المخيمات الفلسطينية، مؤكدا ان الخسارة لن تقتصر على حدود لبنان وإنما على أكثر من مكان في المنطقة. وقدم بسام ابو شريف نبذة عن حياة الحريري ونضاله، وقال: إن الحريري عاش آلام ومأساة فلسطين من خلال معايشتنا في مخيم عين الحلوة، وظل مخلصاً لفلسطين وللبنان الحر الديقراطي الموحد وبفقدانه خسرنا مناضلا وطنيا وقوميا كبيرا. واتهم ابو شريف اسرائيل في تدبير اغتياله، وقال: الجهة التي استهدفت الحرير هي نفس الجهة التي استهدفت الرئيس ياسر عرفات وكل مقاومي الاحتلال. وهم الذين لا يريدون الا اشاعة نموذج كرزاي واشباهه في المنطقة. واضاف: اسرائيل تعمل على القاء القنابل في العواصم العربية من اجل التغطية على سياستها التوسعية في الارض المحتلة ولإخفاء هجمتها على الارض والانسان الفلسطينيين في والقدس الضفة الغربية وقطاع غزة.