أكدت مصادر محلية وعسكرية يمنية ل «الحياة» في أبين أن قوات الجيش سيطرت أمس على الضاحية الشرقية لمدينة زنجبار، بعد يوم على اقتحام غرب المدينة التي تخضع لسيطرة «أنصار الشريعة» منذ سنة. وأكدت أن المعارك الضارية بين الطرفين على جبهتي جعار وزنجبار خلفت عشرات القتلى والجرحى. من جهة أخرى، أعلن مصدر سعودي أن القنصل عبدالله الخالدي الذي تحتجزه «القاعدة»، وظهر في شريط مسجل أمس «كان يتكلم تحت الضغط ولا علاقة لما قاله بالجهاز الذي يمثله» وفي حين أكدت المصادر اليمنية أن الطيران الحربي نفذ عشرات الغارات على مواقع «القاعدة»، بالتزامن مع العمليات البرية، أعلنت وزارة الدفاع على موقعها «سبتمبر نت» أن الجيش تمكن من «قتل 62 إرهابياً معظمهم أجانب وصوماليون»، مؤكدة «استشهاد أربعة جنود». وأضافت الوزارة أن «الملحمة التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والأمن ستتواصل إلى أن يتم تطهير ما بقي من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في أبين». في الرياض، قال مصدر مطلع ل «الحياة»، بعد تداول مقطع من شريط مصور يظهر فيه الخالدي أنه كان يتحدث تحت ضغط عناصر «القاعدة». وناشد الديبلوماسي السعودي الذي خطف في 27 آذار (مارس) الماضي، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إطلاق سجينات وتلبية مطالب «القاعدة» كي تفرج عنه، وهي المطالب ذاتها التي أعلنها المطلوب في قائمة ال85 مشعل الشدوخي، خلال اتصال هاتفي مع السفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان. وتحدث الخالدي، بهدوء في بداية الشريط المرئي، ومدته أربع دقائق، عن أعمال القنصلية السعودية في عدن، ووصف بإسهاب العمل في قسم الاستخبارات. وقال إن هذا القسم «يجنّد العملاء والجواسيس، الذين يعملون في شكل مباشر مع القنصلية، ويعملون على جمع المعلومات ورصد البيانات، ومواقع تنظيم القاعدة، وقياداته، كي ترسل إلى القوات الأميركية»، إلا أن مصدراً سعودياً أكد ل «الحياة» أن «لا علاقة لما قاله بالسلك الديبلوماسي، ولا بالجهاز الذي تحدث عنه». وطالب الخالدي في المقطع الثاني من الشريط، وقد اختلف مظهره عن المقطع السابق، الملك عبدالله بإعادته إلى أسرته وأبنائه، وكان صوته مرتبكاً، بخلاف نبرته الهادئة حين كان يتحدث عن عمل القنصلية والاستخبارات. يذكر أن جد السجينة أروى بغدادي (إحدى النساء الواردة أسماؤهن ضمن مطالب التنظيم) قال ل «الحياة» في وقت سابق إن مطالب «القاعدة» في اليمن ب «تسليم ابنتنا إلى الفئة الضالة كلام لا يقبله الشرع، ولا ضمائرنا، ولا أعراضنا». إلى ذلك، شددت السلطات الأمنية اليمنية الحراسة حول مبنى السفارة السعودية في صنعاء، ومبنى القنصلية في عدن (جنوب البلاد)، تحسباً لأي هجوم قد يشنه تنظيم «القاعدة».