أكد الشيخ طارق الفضلي، وهو أحد مشايخ قبائل منطقة أبين في اليمن ل«الحياة»، أن نائب القنصل السعودي المختطف في عدن عبدالله الخالدي حي يرزق، وأنه محتجز في أبين. وقال الفضلي – الذي يقود وساطة لإطلاق الخالدي من براثن تنظيم «القاعدة» في اليمن – ل«الحياة»، في اتصال هاتفي أمس (الإثنين)، إن أحد المندوبين الذين يتولون زيارته بمنزله في إطار الوساطة المشار إليها عرض عليه مقطعاً على جهاز «لابتوب» يظهر فيه الخالدي معرِّفاً بنفسه وبمطالب مختطفيه. وأضاف: «لم أشاهد عليه آثار تعذيب». وأوضح الفضلي أن ملف الوساطة لإطلاق نائب القنصل السعودي الخالدي بات «على وشك الانتهاء». وتوقّع أن يتم الإفراج عنه خلال اليومين المقبلين بحسب إفادة المندوبين الذين يتولون الاتصالات بينه وبين فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن. وذكر ل«الحياة» أن الاتصال الهاتفي بين «القاعدة» والسفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان الذي عرضته الحكومة السعودية على وسائل الإعلام، سبّب ربكة في صفوف «القاعدة». وقال الفضلي إن أعضاء التنظيم في أبين تفرقوا، بعد أن أعلنت الرياض تفاصيل الاتصال الهاتفي بين المطلوب الأمني رقم 77 في قائمة ال85 السعودي مشعل الشدوخي والسفير السعودي لدى اليمن. وأضاف: «نشر الاتصال كان مفاجئاً لهم بحسب إفادة المناديب من شباب أبين الذين انضموا إلى «القاعدة»، وأخبروني بأنهم لم يتوقعوا أن تعلنه الحكومة السعودية، وتناقلته على الأثر وسائل الإعلام العربي والعالمي». وأوضح أن الضربة الجوية والبحرية التي تعرضت لها منطقة أبين خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل 17 من عناصر «القاعدة»، وتشتيت مقاتليه من مواقعهم وأصبحوا غير مستقرين. وأشار الفضلي، وهو شيخ قبيلة آل فضل اليمنية، إلى أن فرع «القاعدة» في اليمن «ليس له عداء شخصي مع الديبلوماسي السعودي المختطف، وإنما لهم مطالب من الحكومة السعودية، وقرّروا أن ينفذوا هذه العملية للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم». وقال: «علمت أن المختطف الخالدي يقطن في أبين، وهو الموقع الذي تتمركز فيه عناصر التنظيم، وذلك من سرعة تواصل المناديب معي الذين يزورونني في منزلي خلال النهار». ولفت الفضلي إلى أنه شاهد مقطعاً مرئياً للديبلوماسي السعودي المختطف، يعرَّف فيه بنفسه، وأنه نائب القنصل السعودي في عدن، واسمه عبدالله الخالدي، وأن تنظيم «القاعدة» له مطالب عرض عدداً منها في مقابل الإفراج عنه. وذكر أنه كان جالساً على الأرض، مرتدياً ثوباً، وخلفه شعار التنظيم المعروف بالعلم الأسود. وأوضح أن أحد المندوبين عرض عليه ذلك المقطع المخزن في جهاز حاسب آلي محمول (لابتوب). وأضاف: «لم أشاهد عليه أي آثار تعذيب، وأكدوا لي أنهم لم يعذبوه أو يقوموا باستفزازه». وعن مكان تسليم المختطف السعودي، قال شيخ قبيلة آل فضل: «غالباً سيكون لديَّ، ونحن سنقوم بتوصيله إلى السفارة السعودية في صنعاء». ويذكر أن السعودية رفضت الأسبوع الماضي، أي تجاوب مع استفزازات تنظيم «القاعدة» الذي ادعى – في اتصال هاتفي مع سفير الرياض لدى صنعاء - مسؤوليته عن اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن، وطالب بإطلاق نساء، والتفاوض على فدية مالية.